إلى وقت قريب وأنا اسأل نفسي أين الإشكالية في الحديث عن مساواة الرجل بالمرأة ولماذا على قدر الأنشطة الفكرية والاجتماعية التي حضرتها يتكرر نفس الفهم الخاطئ لهذا الموضوع رغم أن المساواة بين الرجل والمرأة واجب ديني وحق إنساني ومطلب حضاري ومن الذي قرن بين مفهوم المساواة والتحرر والانحلال؟ ومن الذي قال: أن المطالبة بالمساواة معناه التساوي في الإرث والتشابه في اللبس ؟ ومن الذي خوّف الإخوة الرجال من المساواة التي متى ما حصلنا عليها فلا قوامة لهم ولا عصمة في يدهم؟ والمضحك أكثر أن هناك من يتساءل: ما الذي ينقص المرأة لتبحث عن المساواة فالدنيا بخير والأمور سابرة والمرأة معززة ومكرمة؟ وأنا بدوري أطلب من كل رجل في هذا الوطن أن يتخيل للحظات وبمنتهى الصدق أنه امرأة هل كان سيقبل الصورة الظالمة في الذهنية الاجتماعية عنه ؟ هل سيقبل أن يعيش بنصف عقل ونصف دين مهما اجتهد وحاول أن يكون إنساناً إيجابياً وفاعلاً في الحياة؟ هل سيقبل أن يكون في مربع الجسد والفتنة والشهوة فقط ؟هل سيقبل أن يعيش لينتظر الزوج أو القبر ؟ هل سيقبل أن يلعب دور الكائن (العيب) والكائن (العورة )الذي يخجل أهله والمقربون منه من أن يعرف الآخرون اسمه أو يسمعون صوته ؟ هل سيقبل أن يأتي المساجد من أبوابها الخلفية إن كان هناك مصلى للنساء وإن لم يكن فيؤجلها حتى إشعار آخر ؟ قد يجيب البعض: نعم سأقبل إذا كانت هذه إرادة الله وحكمه ؟ وأنا هنا أبصق على كل من يفترون على الله ويكذبون عليه ويقولون عنه ما لم يقل حفاظ على مصالحهم وموروثاتهم التاريخية التي ما أنزل الله بها من سلطان ! فالله لا يمكن أن يظلم أحداً من خلقه ولا يمكن أن يخلق لي عقلاً ثم يرتضي أن أعامل كالحيوان لا يمكن أن يكرمني كبني آدم ثم يضطهدني على يد آدم هذا ظني وإيماني بالله ولهذا فإن: • المساواة التي نطالب بها هي إزالة النظرة الدونية التي تنتقص من المرأة كإنسان كامل الأهلية وفقاً لكل آيات التكريم والمساواة التي وردت في كتاب الله . • المساواة التي نطالب بها هي القضاء على كل الموروثات التي تؤصل لقلة عقلها واستكانتها وإذلالها تلميحاً أو تصريحاً وتربية الإنسان ( الرجل ) على احترام ذاته باحترامه لأمه وأخته وابنته وجارته والمرأة التي تسير في الشارع . • المساواة التي نطالب بها هي إزالة هذا التناقض المقيت بين الإسلام وواقع المسلمين فيما يتعلق بالمرأة هذا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . الفرق بين العالم والجاهل العالم من يزداد إنسانية وتواضعاً كلما زاد علمه , العالم يزيده الخلاف أدباً ويدفعه للبحث والإطلاع فلا يتعصب لنفسه ولا لغيره الفكرة ضالته والحق مطلبه.. أما الجاهل فلا علم له وإن سكبت كل الكتب في رأسه طالما استخدم ما أوتي منه في التحجر والطغيان الفكري وإلغاء الآخرين