العواضي والتعليق الرياضي في العام 2002م كانت إذاعة تعز قد كلفتني مع الزميل العزيز فيصل البعداني بالتوجه إلى العاصمة صنعاء لإجراء بعض الحوارات الإذاعية المواكبة لأعياد الثورة سبتمبر، أكتوبر وال30من نوفمبر مع عدد من الوزراء والمسئولين وقد تزامنت تلك المهمة الإعلامية التي أوكلها لنا آنذاك مدير الإذاعة الأستاذ الراحل محمد محسن الهدار مع بعض المنافسات والاستحقاقات الكروية التي كان يخوضها منتخبنا الوطني لكرة القدم ضمن التصفيات الآسيوية ولأن تلك الرحلة والمهمة الإعلامية جعلتنا معاً أنا وزميلي فيصل أكثر قرباً من ذي قبل فإن علاقة الود والزمالة والإخاء فيما بيننا كانت تزداد رسوخاً بيننا في كل ساعة بل في كل دقيقة ولحظة حتى بات كل منا بالنسبة للآخر أقرب إليه من حبل الوريد حيث لم نفترق حينها إلا عندما نخلد للراحة أو النوم وقد أتاح لنا ذلك التواجد في العاصمة صنعاء فرصاً لا تحصى كي يقرأ كل منا ما لدى زميله من رؤى وأفكار وتطلعات وحقيقة اكتشفت في العزيز فيصل كثيراً من القدرات والطموحات الإعلامية التي تحققت أولاها فيما بعد عندما تم تكليفه ولو في وقت متأخر القيام بمهام المدير لإدارة الأخبار وعموماً أستطيع القول بأن طبيعة المهمة التي أوكلت إلينا جعلتنا نصل بالزمالة إلى حد التوحد والاندماج حتى أننا لم نفترق أبداً وبرغم أن الغالي فيصل لم يكن يميل لرياضة كرة القدم وارتياد الملاعب إلا أنه آثر ذات يوم أن يرافقني لمشاهدة إحدى المواجهات الكروية لمنتخبنا الوطني فذهبنا معاً إلى ملعب المريسي وبعد أن ولجنا معاً المقصورة الرئيسية واتخذنا أماكننا في مقعدين متجاورين.. وإذا بالعزيز فيصل يهمس قائلاً الأستاذ حسين وكررها لأكثر من مرة وعاد ليقول الوزير الوزير وحينها وخزني في عضلة الساق بيده قائلاً الوزير يشتيك الوزير يصيح لك التفت إلى الجانب الآخر وإذا بالأستاذ حسين العواضي وزير الإعلام يطلب مني بالإشارة المجيء إليه ويومها لم أكن أعرف بأنه كان في المنصة وضمن الحضور لاسيما وأن موعد المباراة لم يحن بعد بل كانت تفصلنا عن موعدها أكثر من 30دقيقة وحينما ذهبت إليه أشار بيده إلى أجهزة النقل الإذاعي التي كانت قريبة منه وقال لي بإيجاز سوف تتولى عملية التعليق لإذاعة صنعاء فردت عليه بالقول شكراً على هذه الثقة وإن شاء الله أكون عند حسن الظن وعقب التعليق انتقلت مع الطاقم الهندسي إلى دار الإذاعة بهدف كتابة التحليل المقروء لصحيفة الجمهورية وقبل أن انتهي من كتابة ذلك التحليل فوجئت بمدير عام الإذاعة وهو بجانبي يرقب بعينه ما كنت أدونه وحينما نظرت إليه ابتسم وقال كان التعليق رائعاً وقد أشاد به الكثير ثم سأل عن المادة التي كنت أكتبها ولمن قلت له لصحيفة الجمهورية. فرد على التو الكلام جميل وبعد أن ترسل الفاكس لابد أن تقرأ ما كتبته ضمن الفترة الإخبارية “متابعات إخبارية” قلت له إن شاء الله والآن سأكمل ما تبقى فرد قائلاً وأنا سأوجه الجماعة بذلك. وبالفعل ولجت إلى الأستديو لقراءة ذلك التحليل وقد شكلت تلك المحطة بالنسبة لي نقلة نوعية إلا أن النقلة النوعية الأجمل كانت عند مقابلتي لوزير الإعلام الذي شد على يدي وبحرارة وابتسامة عريضة يخاطبني قائلاً: رائع يا عبدالسلام المحطة القادمة الفضائية وبالفعل تحقق ذلك أما ما كان من العزيز فيصل البعداني فلم يترك كل من صادفناه في نفس اليوم إلا وسأله عن التعليق ثم يشير بيديه نحوي قائلاً هذا هو المعلق.