أجرت إيران مطلع هذا الإسبوع مناورات عسكرية نفذها الحرس الثوري الإيراني في الخليج العربي ومضيق هرمز رافق هذه المناورات تحذيرات إيرانية للإمارات من المطالبة باستعادة الجزر الثلاث التي احتلتها إيران في 30نوفمبر 1971م في ظل نظام الشاه وقبل الثورة الاسلامية 1979م وكان ذلك قبل أيام من إعلان الاتحاد بين الإمارات المكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971م. هذه التحذيرات جاءت على خلفية تصريحات لوزير خارجية الإمارات العربية المتحدة قارن فيها بين احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واحتلال إيران للجزر الإماراتية وجدد خلال حديثه دعوته(طهران) لإنهاء احتلالها الجزر الثلاث وقال: إن استمرار هذا الاحتلال يعطل علاقات إيران مع جيرانها العرب. لغة التهكم والتبجح كانت واضحة في تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حيث قال: (على مسئولي دولة الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة الأخرى أن يتوخوا الدقة اللازمة في التصريحات الخاصة بالجزر الثلاث وأنه في حالة صحة هذه التصريحات فإننا نشعر بأنه سيكون من الصعب السيطرة على مشاعر الشعب الإيراني تجاه مثل هذه التصريحات غير المدروسة وأن تكرار هذا الكلام سيواجه برد شديد من قبل الشعب الإيراني). لغة التهديد والوعيد لم تكن خافية في هذا التصريح كما هي أيضاً في تصريحات قائد القوات البرية في الحرس الثوري محمد بابورحين قال: إن المرحلة الثالثة من المناورة تتضمن القيام بتدريبات للدفاع عن الجزر المتنازع عليها في مياه الخليج وهي رسالة توضح حقيقة وطبيعة المناورة التي تأتي ضمن استراتيجيات تستهدف دول الخليج العربي وليس لها أي علاقة في مواجهة ضربة أمريكية أو إسرائيلية تستهدف إيران ومنشآتها النووية كرؤية دفاعية. الموقف المتعنت لإيران في بحث مشكلة الجزر الثلاث سواء عبر المفاوضات المباشرة أم عبر وسيط إسلامي أو اللجوء للتحكيم يؤكد حقيقة الأهداف الإيرانية في المنطقة والطابع الأيدلوجي الذي يحكم السياسة الخارجية الإيرانية وعلاقاتها مع دول الجوار والمشهد العراقي يكشف بجلاء عن تلك السياسات والأهداف. السياسة الإيرانية المتعجرفة تجاه الإمارات تدفع إلى مزيد من التوتر في المنطقة وتدخل دولها في سباق للتسلح على كافة المستويات وتنذر بعواقب وخيمة تنتظر المنطقة إذا ماحدث وأن أشعل فتيل الأزمة من أي طرف ولايستبعد أن تلعب إسرائيل ذلك الدور خصوصاً أن إيران تركز في تصريحاتها على استهداف دول الجوار متذرعة بوجود القواعد الأمريكية. تتحرك الاستخبارات الإيرانية على أكثر من جبهة لخدمة المشروع الفارسي فالساحة اللبنانية أضحت ملعباً رئيساً كما هي الساحة العراقية وعمدت هذه الأجهزة إلى بذر بذور الفتنة والشقاق بين الفلسطينيين وتحقق لها ذلك وكانت الأحكام الصادرة عن محكمة أمن الدولة المصرية يوم الأربعاء بما احتوت حيثيات الحكم حول خلية حزب الله تأكيداً على الطابع الإيراني في القضية فلايمكن تصديق ادعاء تقديم دعم لوجستي للمقاومة الفلسطينية عبر عناصر غريبة عن سيناء ، فالفلسطينيون أقدر على دعم أنفسهم إذا ما توفرت لهم الأموال وهل دعم المقاومة يتم عبر رصد وتحديد الأفواج السياحية المترددة على جنوبسيناء واستئجار سكن على ضفاف قناة السويس لرصد حركة الملاحة البحرية في القناة أو من خلال تصنيع وحيازة الأسلحة والمتفجرات في سكن العناصر التي تم ضبطها. الدلائل تؤكد أن المخطط كان يستهدف قناة السويس عبر استهداف ناقلات محددة وتوجيه رسالة مفادها أن إيران قادرة على تفجير الأوضاع متى شاءت وأين ما أرادت إلا أن الاستخبارات المصرية كانت أسرع في الكشف عن هذه الخلية قبل تنفيذ مخططها.