الذين ينفخون في الفتن يكونون عادة أول الهاربين عندما يندلع الأوار ويسيل الدم وتتعدد الضحايا.. ماسبق حقيقة ينبغي أن نأخذها في الاعتبار كمواطنين فلا نلتفت لمن يفخخون حياتنا بالتوتر والمواجهات خصماً من الاستقرار ورغبة في ممارسة الطيش على حساب القانون. تأملوا في تفاصيل الفتن التي اندلعت هنا وهناك داخل اليمن وستجدون أن الضحايا غالباً إما أبرياء أو رجال أمن يؤدون واجبهم، بينما عتاولة التحريض والنفخ إما هاربون أو متسترون خلف اليافطة الديمقراطية التي لا يخجل البعض وهو ينطلق منها لتسمية كل مظاهر الخروج عن القانون بأنها أشكال سلمية وديمقراطية حتى وهي مسلحة. وإذا كان صناع التوتر المصفقون لمظاهر تسويد الحياة وتلوين الأجواء ارتضوا أن يمثلوا دور (الدبور) فإن الأغلبية الشعبية المؤمنة بالحاجة إلى الإستقرار والتنمية وطلب الرزق في أجواء آمنة مطالبة بتجسيد المواطنة بمعناها الإيجابي الذي يوصل رسالة قوية تعزل العابث والفاسد والخارج عن القانون. المواطنة الحقيقية هي الإيجابية والتفاعل مع قضية الاستقرار والتنمية والقانون وليس التقوقع تحت الجملة البائسة «وأنا مالي»..!