قرأت بيانك الصادر مطلع الأسبوع الماضي بتمعن وتمحيص ومثلما ناشدتني فيه بالله والدين والوطن، بوصفي مواطناً، أناشدك بدوري أن تجيبني على سؤالي القائل: هل أنت على يقين في دواخلك من أن المتسبب في أحداث "الجمعة الدامية"، هم رجال الأمن وحماة النظام والقانون؟!!.. وكيف جزمت بهذا اليقين ولما تسفر بعد التحقيقات الجارية في هذه الأحداث عن نتائج ضبطية؟!.. أم ترى انك انخدعت بما بثته من صور قناتا الغدر والفتنة "الجزيرة" و"سهيل"، فبنيت موقفك هذا على إثر "اضطراب ما بعد الصدمة" كما يسميه علماء النفس الاجتماعي؟!!.. فكيف بك تستبق نتائج خطيرة مثل هذه؟!. كما أناشدك أن تجيبني بأمانة وصدق بوصفك "شيخ مشايخ اليمن" – بحسب الصحف الموالية- عن سؤالي القائل: أي حل انجع - في رأيك- يجنب البلاد والعباد مخاطر الفتنة العمياء ومغبة الانزلاق في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر؟!!.. هل بإصدارك هذا البيان الذي يؤلب ويحرض على تصعيد الاعتصامات والفوضى، لقولك فيه: "نطالب من تبقى من المشايخ أن يكونوا مع خيارات الشعب ومع مطالب الشباب السلمية"؟!!.. فأي خيارات هذه وأي مطالب تلك، وراءها مقامرون ومغامرون من عتاولة "المشترك" و"تحضيرية الخوار اللاوطني"، تسيطر عليهم وتسيرهم "الاخوانية الإسلامية"، هدفهم التسلق إلى كراسي الحكم على ظهور الشباب وأشلاء الضحايا منهم، أم ان الحل العقلاني الناجع يكمن في أن تناشد في بيانك هذا أعضاء وأنصار حزبك الانسحاب من الساحة وتهدئة الشباب؟!!.. وهذا أولاً. وثانياً: تحول دون إعلان الجنرالات والعسكر الالتحاق بهذه الساحات كيلا يتمادى المغرر بهم والمتأبطون شراً في تصعيد الموقف وتأزيم الأوضاع!. وثالثاً: وهو بيت القصيد تناشد في بيانك هذا الجميع الاحتكام إلى العقل والمنطق، والقبول بمبادرة فخامة الأخ الرئيس – حفظه الله – الرامية إلى الانتقال السلس للسلطة، وخروجه منها رافع الرأس تقديراً لمآثره ومواقفه المشرفة طوال حكمه، وذلك عن طريق انتخابات نيابية فرئاسية، أطمئنك فيها أنه لن يترشح للرئاسة كما صرح بذلك مراراً وتكراراً، أو على الأقل تناشده ان يغادر بعد ان يطمئن على من سيقود اليمن من بعده، بهذا أبسط ما تنبئ عنه الحكمة من شيخ مثلك. ختاماً: أتفق معك في مناشدتك أبناء القوات المسلحة والأمن "الحفاظ على الوطن والمواطنين، وعدم تنفيذ أي أوامر لتوجيه سلاحهم ضد أبناء الوطن أو المعتصمين سلمياً أو زملائهم من أفراد القوات المسلحة"، وحبذا لو أضفت إليها مناشدة للجنرال للكف عن تصريحاته المحرضة لمنتسبي القوات المسلحة على القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية وتطاوله عليه والتعبير به، فهذا لعمر أبيك جرم يعاقب عليه، وفق ما نص عليه الدستور والقوانين النافذة مدنية وعسكرية، أمام المحكمة العسكرية العليا، وكذا مناشدة أخرى ل "المرشد" بالكف عن الإدعاء على لسان علماء اليمن قاطبة لإذكاء أوار الفتنة والخروج على طاعة ولي الأمر في مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الشاعر: أمن السوية ان إذا استغنيتم وأمنتم فأنا البعيد الأخيب وإذا الشدائد بالشدائد مرة اشجتكم فأنا المحب الأقرب هذا لعمركم الصغار بعينه لا أم لي إن كان ذاك ولا أب (هنيء بن أحمر)