في البدء لابد من تعريف الأمة من حيث الطابع العام فالمصطلحات المتداولة المعرّفة بأن الأمة .. لغة، جغرافياً ,تاريخ , عقيدة روح الهوية، نضيف إليها نحن اجتهاداً أنها أيضاً معيشة ومرعى، سكن وحمى. ونتناول هنا جزءاً من تعريف الأمة: جغرافية المنطقة العربية وأهميتها في التذكير لمن تهمه وتعنيه المعرفة بصفتها الخاصة والعامة. إن من لايعرف ويعي جغرافيته وتاريخه لايستطيع أن يبني حاضره ولايؤسس لمستقبله والتي هي أساس هام في هوية أي أمة. جغرافية المنطقة العربية تمتد من شرق المحيط الاطلسي التي تقع الامريكيتين الشمالية والجنوبية على ضفتها الغربية وتمتد المساحة العربية شرقاً إلى غربي بحر الخليج العربي التي تقع إيران على الضفة الشرقية منه ,فالمنطقة العربية يحدها من الشرق آسيا والبحر العربي ومن الغرب المحيط الأطلسي والأمريكيتان ومن الشمال أوروبا وأجزاء من آسيا الشمالية الغربية ومن الجنوب افريقيا. إنها ذات أحقية وسيطرة في شرق المحيط الأطلسي وفي جنوب البحر الأبيض المتوسط وهي تسيطر على البحر الأحمر ومياه الخليج العربي إنها تتحكم بمضايق (طارق قناة السويس باب المندب مضيق هرمز).. إن تقارب أقطار المنطقة العربية كأمة والتنسيق فيما بينها تجعلها تمتلك الفيتو البحري والجوي والبري في التواصل بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب في الكرة الأرضية يضاف إليها فيتو الثروة الطبيعية والسوق والقوة البشرية التي تستلزم الحماية لذلك. فهل الأمة مدركة لموقعها الجغرافي وثرواتها وأهميتها ذلك على المستوى الإقليمي والدولي. إن أدركت الأمة ذلك جيداً تمكنت من معرفة سبب المحاولات المستمرة من قبل القوى الدولية والإقليمية لمحاولة تمزيقها وشرذمتها إلى أشلاء لتجعلها غير قادرة على الاستقامة وإدراكها لما يراد لها في المزيد من الشرذمة والاضعاف، يكون ذلك باعتقادي المحّرك والأساس الذي يجعلها تبحث عن السبل والطرائق لتجنيب نفسها مزيداً مما يراد لها من الشرذمة والاضعاف والبحث عن خطوات أجدى وأنفع لاستعادة تلاحم الجسد في تناسق المواقف والخطى على طريق الالتئام الكامل لجسد الأمة لاستعادة مكانتها اللائقة بها كأمة جغرافياً وتاريخياً وك(مرجعية للجذور الإنسانية وللأنبياء والرسل والديانات السماوية والوضعية)... الخ. وعلى ما سبق نقول بأن على علمائنا ومثقفينا أن يؤدوا رسالتهم في استنهاض همم الأمة في تعريفها بنفسها تاريخاً وحضارة وجغرافياً وإنسانياً، إن جغرافية وهوية الأمة تستلزم تراص كل الجهود المعرفية (بحوثاً وتعميماً) لتعويض مافات وسلب في كل الحقب العجاف الماضية واسترجاع التاريخ وتجارب الحقب العجاف الماضية في الشتات الفكري والعقائدي ,ذلك كفيل باستنهاض الأمة لتأدية دورها التاريخي شرط الإدراك وشحذ الهمم بكل ما أوتيت الأمم من طاقات وإمكانيات موحدة لا مجزأة، والمسئولية في المقام الأول كما نعتقد تقع على من يطرحون أنفسهم كطليعة للأمة من قيادة الأنظمة وقيادة المعارضة، وعلماء ومثقفو الأمة في الطليعة.