الاحتفال بهذا اليوم يُعد حتمية تاريخية وجغرافية اقتضتها واحدية الزمن ((التاريخ)) ووحدة الجغرافيا ((المكان)). مقترح جامعة الدول العربية حول إعلان 22مايو عطلة رسمية مثّل ذلك الاستشعار بالعمق الديني والجيوليتيكي ، الذي تقتضيه ضرورة التوحد العربي خصوصاً ونحن في عالم لا ينظر بأعين الاعتراف إلى تلك الدول التي تمثل هامشاً في منظومة الوجود العالمي . وكون الوحدة اليمنية هي النواة الحقيقية لتحقيق الوحدة العربية ، فما من شك أن انتقال الأمة من خارطة الهامش على جغرافية لا يكون إلا بالتوحد ما لم فستظل أصابع الأطماع الأجنبية تشير إلى هذه المنطقة العربية التي نأمل أن يتحقق لها ذاك الحضور الذي يعبر عن حضاراتها وأخلاقياتها وقيمها وسيادتها. جميعنا يعلم بأن الوحدة اليمنية مثلت وتمثل قيمة تاريخية أعطت القرن المنصرم جزءاً من الإيمان بأن ثمة أشياء جميلة تتحقق بين حين وآخر خصوصاً وأن سنين القرن المنصرم مثلت فصولاً من الوحشية والقتل والاستعمار التي أساءت كثيراً لإنسانية الإنسان ومُثله ، إذا ما غضضنا الطرف عن التطور التقني الذي شهده القرن ، وهذه جزئية عظيمة تعكس عظمة الإنسان إذا ما اجتنبه الشر أو العكس . إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو.. يومُ أعاد الاعتبار لواقع الأمة . يومُ عمل على مواربة اليأس حين أهدى الأمة وميض الأمل عن عودة ذلك الحلم العربي الذي لم يزايل وجدان الشارع العربي ، في لم الشمل والتماهي مع وحدة الموطن واللغة والجنس والسلالة والدين. يوم حمل إجابة ذلك السؤال الذي يختزل مضمونه، ما الذي ينبغي على العرب صنعه كيما ينالوا عزهم ورفعتهم ؟ لا شك أن الإجابة واضحة ، والإجابة كما حملها ((مايو)) ضرورة التوحد إجابة معناها أحرف الإيمان والحكمة، لذا لم تنس قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح (حفظه الله) واجبنا تجاه الأمة الأمر الذي جعلنا نتقدم بمشروع الإتحاد العربي في قمة ((سرت))ليس كمشروع توحد فحسب بل كمشروع إنقاذ اقتضته ظروف الواقع ومظاريف الواجب الأخلاقي والإنساني تجاه الأمة.. كل مايو والوطن مجيد كل يوم والوطن بخير. لكل قلبي الوطن