{..أنموذجية في الإدارة.. عملقة في الثبات على المواقف.. لا يرضخ للمساومات.. يبغض المتخاذلين من لاعبي ناديه، وناضل لغربلة أهلي تعز من الغربان والبوم وبائعي ولاءاتهم.. والراضخين للمغريات لإسقاط القلعة الحمراء... فكان بحق وحقيقة رئيساً كبيراً... في عطائه، وكفاءته، ووفائه، وحسن تعامله مع الواقع الرياضي بتعز... فصبغ الحركة الرياضية في الثمانينيات بصبغة خاصة.. وشهدت فترته أفضل العصور الكروية لأندية الحالمة عامة، والأهلي بصورة خاصة.. ذلكم هو “الحاج محمد القصوص”. {.. إليه يعود وجود العميد الحالمي.. ومن وهج عهده الذهبي استمدَّ الأهلاوية جذوة بقائهم، ولم يندثروا رغم غياب أهلي تعز عقدين من الزمن في دوري الظلام والمظاليم... {.. “والقصوص”.. القمة السامقة أنجب للكرة أبناء ليس من صلبه ونسبه، ولهذا فهو أب لكل رياضيي تعز... نهلوا من معين توجيهاته، واستشرفوا آفاق المستقبل الجميل من خلال استشارته عن كل ما يعينهم على تخطي العوائق، والتحرر من أغلال التجاذبات والخلافات، والمشكلات التي تعترض طموحاتهم، وتحول دون إحراز الانتصارات.. فكانت توجيهاته ورؤاه إِشراقات تفاؤل، تذيب جلاميد الثلوج أمام رياضيي تعز بكافة ألوان الطيف لأنديتها. {.. وعندما غيبه الموت عن الحياة في 28 مايو 2009م.. حاول البعض أن يغيبوه عن ذاكرة التاريخ ففشلوا.. فليس باستطاعة أحد أن يفصل بين أمجاد رياضة تعز ونشوء الحركة الرياضية فيها، وبين هذا الرجل الذي أسس مجلس تنسيق أندية تعز، وضرب لجميع الرياضيين بأنه بالإخلاص والنفوس العظيمة يمكن إشادة البنى التحتية للجمهور الكبير، واللاعبين المواهب، وادخار الوقت والجهد، لإنتاج وصنع المنجزات التي تعتبر اليوم من المعجزات. {.. صحيح أن عهد “الثمانينيات” أمتاز بكرة القدم للهواة، واليوم للاحتراف، لكن الأصح أن الفهم للاحتراف انحرف، وسلبوه المعنى الحقيقي، وبات شراء المباريات لتحقيق البقاء في الدوري من الاحتراف، والتواطؤ لإحراز الألقاب من خصوصية دوري المحترفين عندنا.. فلا يتورع هذا اللاعب أو ذاك أن يبيع ناديه بمقابل مادي.. أما عهد الحاج القصوص – رحمه الله – فكان مثالاًَ لرئيس النادي النزيه، الذي لا يساوم ولا يبيع ولهذا فإنه – أي الحاج القصوص – حاز الإجماع على أنه الأب الروحي للرياضة الحالمية، رغم أنه لا يمتلك الملايين وكان يبذل ماله ليردف اللاعبين. {.. “الحاج القصوص” رحمه الله.. مازلنا نحتاج في الذكرى الأولى لرحيله أن نجسد قيمه ومبادءه، وتفانيه، ونذكر إداريي أهلي تعز أن الحاج محمد حسن القصوص مرَّ على وفاته عام، ولم نسمع منكم همساً ولا حساً تجاه رجل كان له الفضل بعد الله في تشييد القلعة الحمراء، ووضع مداميك مجدها، وهو صانع الإنجاز العظيم للأهلي عام 1986م.. كما نهيب بالذين نذروا النذور ممن حضروا أربعينية الفقيد القصوص في يوم الأربعاء 8 / 7/ 2009م أن يعرفوا بذلك، ولا يحنثوا بما قطعوه على أنفسهم وأن يعملوا على السير على نهج الحاج القصوص رحمه الله لرفعة الأهلي خاصة ورياضية تعز عامة.