هل يقيض الله للإسلام العجم بدلاً من العرب ليدافعوا عن بيضة الدين وحمى المسلمين؟!. يشعر المرء بشيء من الخجل عندما تنطلق سفن الغوث من بحر «مرمرة» وليس من شواطئ العرب؛ بل نشعر بالخجل عندما تكون كلمة هذا الأعجمي المسلم «أردوغان» أنصح وأبلغ من كلمات القمم العربية وكثير من زعماء العرب. بل لقد عجب مشاهدو التلفزيون حينما غادر أردوغان المجلس الذي قذف فيه كلمة الحق في وجه القاتل شيمون بيريز، رئيس اسرائيل؛ حينها عجب المشاهدون لأنهم توقعوا أن أمين جامعة العرب سينصرف هو الآخر تأييداً لموقف تركيا.. وعلمنا حينها جميعاً أن القرار العربي يحتاج ليكون مستقلاً بما يكفل الحق العربي مادياً ومعنوياً. إن تركيا الآن تلعب دوراً ممتازاً في الدفاع عن حقوق فلسطين وأهلها، وهذا ما حدا بفخامة الأخ رئيس الجمهورية لشكر أردوغان على الموقف التركي الشجاع. عندنا في العالم العربي والإسلامي إمكانات ممتازة لو تخلّى الجميع عن أنانيتهم ومشروعاتهم الذاتية الصغيرة التي تجسد بذاتها مطامع الأعداء، فلو انصرفت هذه الإمكانات في طريقها الصحيح لهابنا الأعداء. إن إمكانات العرب فضلاً عن إمكانات المسلمين لها من القوة ما تجعل الكيان الاسرائيلي يقف عند حده, ولكن سيظل هذا الكيان يواصل اعتداءاته بصلف وعدوانية همجية مادمنا متفرقين ومادام الفلسطينيون أصحاب الحق والقضية معاً مختلفين. فليس من المعقول أن تقوم بعض الجهات الفلسطينية بعمل اتفاق أمني مع الكيان الاسرائيلي الغاصب، والتنسيق ليس إلا مساعدة لهذا الكيان ليستمر في عدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم المكلوم. العالم الآن متعاطف مع قضية فلسطين، وهو - بما في ذلك أمريكا - يطلب فتح المعابر لدخول الدواء والغذاء ومواد البناء لأهلنا في قطاع غزة. ليس معقولاً أن يعاقب العالم قطاع غزة لاختياره الديمقراطي؛ مما يثبت أن العالم الديمقراطي ذو وجهين!!.