هناك ست مقاتل في الحياة الزوجية يجب أن تتنبه لها الزوجات وهي ليست كل المقاتل. ولكن سأعرضها فهي من أكبر مصائب خراب البيوت والنكد المستمر الذي يجب أن يستنفر له الزوجان لجعل الحياة متحملة إن لم نقل سعيدة وهي: تصيد الأخطاء وإحياء المشاكل القديمة والتسلط والتأنيب الدائم وفن الإصغاء والتضحية المطلوبة. فأما تصيد الأخطاء فهو النظر إلى الآخر من الجانب السلبي والقرآن علمنا مبداً رائعاً حينما قال «نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم» ولكن هناك من الزوجات من تنظر إلى الجانب السلبي وتنسى الحسنات وهو مرض ليس للزوجات بل للأزواج وكلنا عيوب ويجب أن نعترف كما اعترف أبونا آدم عليه السلام فنقول «ربنا ظلمنا أنفسنا»، وأما إحياء المشاكل القديمة فهو جو نكد مرعب وأعرف من الناس من إذا اجتمع بأهله بدأت العتابات عن قصص تعود لنصف قرن مثل الاسطوانة المسجلة فيجب أن نتذكر أنه متى زعل خالك وغضب عمك ومتى قصر المسكين في كذا ومتى اخطأ في كذا في ذاكرة مكررة وقصص مملة وجو نكد مرعب فيجب أن يتعلم الإنسان قاعدتين أن يغفر فيتعلم من الله الغفور الرحيم الذي يغفر الذنوب جميعا وثانيا أن يحل المشاكل في وقتها فإذا انقضت ضم الملف وأغلقه فلا عودة إليه. وأما التسلط فهو مصيبة وخاصة من الحموات على الكنات إي من الأمهات على زوجات الأبناء وروى لي من أعرف قصص رعب عما عاناه من تسلط الأم على زوجته كما روى لي شخص أن الله أراحه عندما ماتت أمه لأنه قارب حافة الجنون من تسلط الأم وهذا المرض يمكن أن ينقلب فتتسلط الزوجة وتدفع زوجها لحافة الدين والإفلاس أو الجنون والجريمة. وأما التأنيب الدائم فهو خلق شرس من المشاكسة وعدم الرضا وهو مرض فظيع فلا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل وهناك من روى لي أنه مهما أحضر من السوق فيجب أن يكون الخيار بايت أو الطماطم غير مستوي أو الدجاج غير طازج أو أن الطلبية لم توف الشروط والحياة الزوجية مع النكد تجعل العزوبة جنة. وأما عدم الإصغاء فهو مصيبة عندما يتحدث الاثنان ويرفعان الأصوات في وقت واحد ويجب أن يشغل المرء عقله ويحسن الإصغاء ليقترب من حل المشكلة. وأما التضحية فيروى عن زوجة تولستوي أنها كتبت نسخة الحرب والسلام لزوجها سبع مرات وهي ألف صفحة ويقول لورد فيلد أن كل شخص هو شخصان ما هو كائن وما سيكون وليس أكثر من الانتقاد مدمرا ولا أجمل من التشجيع حافزا فلتتعلم الزوجة ذلك.