بدأت العطلة الصيفية، وبدأ كثير من أطفالنا ينشرون بعض ثقافة سلبية تلوّث الشارع.. سفاهات وبذاءات. سمعت طفلاً في الثامنة من العمر يسب بائعة «خمير» قال لها ما يعني الرغبة الجنسية، قالت له بشيء من السخرية: هل تستطيع؟! وأعقبت: يا ولدي بدري عليك!!. بدهي أن تنتشر هذه البذاءات، فليس الطفل ذو الثامنة الذي يسب، بل هو سائق الدباب والبيجو والباص الكبير، والبائع في السوق، وسمعت رجلاً في العقد السابع يقول لابنه: «.... عارك»!!. كانت هذه اللغة موجودة؛ ولكن نسمعها مرة في العمر، أو مرة في السنة، بينما أصبحت الآن أكثر من مرة في اليوم.. من المسئول عن هذه اللغة، عن هذا السلوك؟!. وسمعت أباً يوجّه ابنه أن يذهب في حاجة له، فقال له الولد بلهجة صاخبة: مش فاضي لك يا حاج دبّر نفسك، بينما كان – حتى عهد قريب – يطيع الولد أباه، ويغض طرفه إن قابل والده احتراماً وأدباً وهيبة. لم يعد الوالدان مهابين، بل إن الوالد والأم أصبحا يخشيان أبناءهما؛ فيحملانهم على السلامة، ويخاطبانهم بأصوات خفيضة كما لو كان هذان الوالدان خايفين على نفسيهما من رد فعل غير محسوب، يصدر عن هؤلاء الأبناء العاقين!!. هنا نحتاج للآداب الإسلامية التي كادت تضيع بين إغفال العلماء لواجبهم الشرعي وجهل الآباء والأمهات بمعنى القدوة. فجهل الآباء وإغفالهم معنى القدوة، وعدم قيام العلماء بواجباتهم، وفقد القدوة لدى المعلمين أخرج لنا بعض هؤلاء الأبناء الأشقياء؛ نسأل الله هدايتهم. اتصلت بي أم تشكو ابنها وزوجها، أما الزوج فإنه يضربها لأنه يطلب منها المال لتوفير القات، وأما الابن فيضربها لأنها لم توفر المال ليشرب الخمر!!.. لقد باعت – كما تقول الأم – ما فوقها وما تحتها، خوفاً من أن يذيع خبرها بين الناس. ورأيي أن تذهب إلى أسرتها تضع حداً لهذه الحرب الضروس، مالم فهناك قسم شرطة وقضاء.. فلابد من الحزم لأن سلبيتها على هذا النحو، جرّأ زوجها السفيه وابنها العاق على إزعاجها، ثم ما دور التوجيه والإرشاد والإعلام والمدرسة والجامعة، وما دور الجيران؟!. هذه العطلة بدأت، هل تكون فرصة زمانية ومكانية للتقويم والتقييم؟! هذا ما نضعه أمام جهات الاختصاص.