(1) عذراً أمي أفنت حياتها في تربيته .. أبدته على نفسها .. ولدها الوحيد .. سعدت به يكبر ويكبر .. جاءت لحظة العمر .. يتزوج الابن .. فيقول لها .. عذراً أمي .. فزوجتي لا تريدك بيننا!! (2) عذراً أبي عذراً أبي .. فقد كبرت .. واخترت شريكاً لحياتي .. لا يهمني رأيكم .. فقد نضجت .. تمر الأيام لترى الخديعة في شكل إنسان .. تعود بصمت .. تضع على كتف والدها .. دمعة ندم .. ووعد بأن تظل في بيته طفلة. (3) جراح الأمس تركته ومضت .. تبكي بصمت .. تلملم جراح الأمس .. تحتضن بين ذراعيها الذكريات .. تلتفت لتجده خلفها .. يتعقب دموعها .. وأثرها .. تلقي اليه بقلبها .. تمحو أثر آخر دمعة .. وتعدو سريعاً .. فلم يعد يمثل لها .. إلا ماضٍ لن يعود. (4) الابن العاق أودعها في دار المسنين .. هناك ستجد الرعاية والصحبة المناسبة .. هكذا كان القرار .. قرار الابن العاق .. الذي لم يندم عليه .. الا حينما .. أودعه ولده هناك. (5) ما هي الا سارقة غريب أمر بعض النساء .. حين يعتبرن أن زوجة الإبن .. ما هي إلا سارقة .. استباحت تعب السنين .. وأخذت منها إبنها .. فتصب عليها جام الحقد والغضب .. دون إثم أو ذنب .. ليتها تذكر .. أنها يوماً ما .. كانت زوجة لإبن أخرى (6) أخذت مني ولدي سعيدة بأنها هناك .. في غرب الكرة الأرضية .. بعيدة عن أعراف بالية! .. وموروثات عتيقة! .. تصلها بطاقة دعوة .. دعوة عرس فاخرة .. تفضها مبتسمة .. لتقرأ اسم صاحبها .. انها لعرس ولدها .. تأخذها صدمة .. فتسقط من عينها دمعة .. ليقول لسان حالها .. ليتني عشت بين الموروث .. خير من حداثة .. أخذت مني ولدي. (7) حلو ومر اتفقا على أن يعيشا معاً .. الحلو والمر من أمور الدنيا .. فشاطرته برغم الصعوبة .. الرحلة المرة والعذاب الطويل .. ليشاطر غيرها .. رحلة الرخاء وجني الثمار .. والحديث عن عصامية .. لم يسبقه اليها أحد. (8) أرفض العيش كجارية تشعر بأنها تملك الدنيا .. بما فيها .. فلديها وظيفة كبيرة .. بدخل مجزٍ .. يكفيها العيش دون ذل الرجل .. زوجي العزيز .. لتعذرني .. أرفض العيش كجارية .. في زمن الأحرار .. بعد الحرية .. صارت تلاحق ظله .. وتتمنى لو عادت .. لتعيش في كنفه .. وتباً لمال قارون