بدهي ألا تستطيع أن تضبط موظفيك، أطفالك، زوجك، والخادم الذي يعمل عندك، لأنك لست قدوة، وحينها قال الوزير لصاحب معاملة: «دع أحداً ممن يعرف المدير العام ليمشّي المعاملة»!!. ورأيت موظفاً بسيطاً يخاطب «وكيله الوزاري» بلهجة ليست لطيفة ولا مهذبة ولا تدل على أن الوكيل ذو هيبة، كما أنها لا تدل على أن هذا الموظف الصغير محترم!!. واتضح فيما بعد أن وكيله الوزاري لا يلتزم لا بنظام وقانون ولا عُرف ولا خُلق أو دين، وإنما هو «طويل اليد» وأحياناً اللسان!!. كما هو واضح أن الأب لا يستطيع أن يضبط أسرته إما أن يكون ضعيفاً أو سيئ السلوك.. وللأسف أن جيلنا الحالي جيل «اتكالي» ليس على الله وإنما على الآخرين، على أبيه وعلى أمه وعلى إخوانه أو أخواته إذا كانوا موظفين. فهو يطلب إلى أبيه الفقير أن يطعمه ويشربه ويكسوه ويزوجه ويمنحه الوظيفة، بل يخدمه، نعم يخدمه، ويخاف هذا الأب إن هو قصّر بحق هذا الولد «المحروم العاق». ورأيت سيدنا العلامة آية الزمان مفتي زبيد ورجلها الكبير الشيخ محمد بن سليمان الأهدل يقوم بخدمة أولاده رغم كبره، مخافة أن يكون قد فرط بمسؤوليته كوالد راعٍ أمام الله عز وجل، والفرق واضح بين هذا الإمام والآخر الذي ضربته من قبل مثلاً. إننا نحتاج إلى القدوة، وهذا أمر يشكل أساس الخلل الذي نحن في أمس الحاجة إلى تحديده وتشخيصه.