إن تهديد الأمن والاستقرار وإخافة السبيل فساد في الأرض، يوجب على الدولة إنزال أقصى درجات العقوبة وهو تطبيق شرع الله وحدوده ضد الذين يسعون في الأرض فساداً أياً كانوا. وليدرك الجميع أن حد الحرابة لم يطبق حتى الآن، ولو طبق هذا الحد الشرعي لما وجدنا من يتمرد على الدولة ويرفع السلاح في وجهها ويتمادى في قطع الطريق ويقتل النفس المحرمة، ويعتدي على أعراض الناس وينهب ممتلكاتهم ويسومهم سوء العذاب، ولذلك لايجوز بأي حال من الأحوال المهادنة أو التساهل أوالتسامح مع من يرتكبون حداً من حدود الله، ولابد من الضرب بيد من حديد ضد هؤلاء القتلة والمجرمين حماية لأمن وسلامة الوطن ومنع إقلاق السكينة وصون الأعراض وتلك من واجبات الدولة المقدسة التي ينبغي أن تسهر على فعلها في كل وقت وحين. ولئن كانت الجرائم والإرهاب والتقطعات والفساد في الأرض قد بلغت مداها ، فلأن الدولة هادنت المجرمين والمنحرفين وقطاع الطرق والارهابيين والمتمردين وأغقلت حداً من حدود الله، وكان ينبغي أن يدرك القائمون على الأمر بأن من سفك دم امرئ بريء دون إنفاذ العقوبة الشرعية ضده فإنه سيتطاول على الدولة ويتحول إلى متمرد يستبيح دماء وأعراض الناس، ونحن اليوم نقول بأن الأمر مازال بيد الدولة فعليها أن تجدّ في السير باتجاه تطبيق الحدود الشرعية ضد المفسدين في الأرض وعلى المجتمع بكل مكوناته السياسية والاجتماعية أن يكون مع الدولة في تطبيق تلك الحدود، وينبغي بذل العون والمساعدة لأجهزة الدولة لتتمكن من الوصول إلى الفارين من وجه العدالة، وذلك من أقدس الواجبات. إن المجتمع اليوم قد ضاق ذرعاً بأعمال الإرهاب والإجرام والتمرد على الدولة، وأصبح على أتم الاستعداد للتضحية مع الدولة في سبيل تخليصه من تلك الأفعال التي أقلقت السكينة العامة، وأحدثت الضرر في حياة المواطن وألحقت خسائر بالغة في اقتصاد البلاد وعرضت سمعة الوطن للتشويه وسيادته الوطنية للخطر. إن الواجب المقدس الذي ينبغي القيام به اليوم هو الالتفاف حول الأجهزة الأمنية ومساندتها في تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة القتلة والمتمردين أين ما كانوا، والعمل على توحيد الجهود والطاقات في سبيل الوصول إلى كل فارٍ من وجه العدالة، ولايجوز التخاذل أو التكاسل أو التواكل في هذا الواجب، لأن تعاون الجميع هو السبيل الأمثل للقضاء على الفتنة. إن المجتمع اليمني يرفض أعمال العنف والإجرام وقطع الطرقات وإقلاق الأمن والاستقرار، واستباحة الدماء والأعراض، ويعلن إدانته القاطعة لكل تلك الأفعال الإجرامية وسيكون مع الدولة في ملاحقة المجرمين من أجل الغد المشرق بإذن الله.