لا يجب أن يخفت صوت الرأي المستنير ,بل لا بد من أن يجهر بالقول ويقول مايراه مفيداً للشعب حتى وإن تعرض للأذى ,لأن أصحاب الرأي هم مصابيح تضيء الدروب للإنسان ولأنهم كذلك فإن الواجب الوطني والإنساني يحتم عليهم القيام بالدور التنويري ,وقد أعطانا التاريخ نماذج مختلفة لنخبة المستنيرين وقد خلد أسماءهم لأنهم قاموا بدورهم وحملوا رسالتهم بأمانة وإخلاص ولم يفرط أحد منهم في حمل الأمانة. ونحن في اليمن ينبغي أن لا يتوارى المستنيرون خلف الستار ,ولا يجوز أن يقفوا موقف المتفرج مما يدور في ساحة الفعل الوطني السياسي ,بل إن أمانة المسئولية تحتم عليهم متابعة الأحداث والإسهام الفاعل في طرح الرأي الصائب ,وعدم السكوت عن الأخطاء مهما كانت ومن أي جهة أو طرف من أطراف معترك الحياة السياسية الذي عمل البعض على تسميمه بحجج واهية لا ترقى إلى مستوى الإحساس بأمانة المسئولية وشرف المشاركة في الحياة السياسية ,وأمثال هؤلاء لا شك أنهم قد فقدوا بوصلة تحديد المسارات السياسية والاجتماعية واختلط عليهم الحابل بالنابل، ولم يعد واحد منهم يمتلك رأياً رشيداً يصوب مغامرات أصحاب الطموحات غير المشروعة الذين جعلوا من الحزبية السياسية وسيلة لتنفيذ أهداف غير مشروعة. إن معترك الحياة السياسية اليوم بات مأزوماً بفعل الفهم المشوه للتعددية السياسية,ولا بد من أن تتحرك العقول المستنيرة لتقول الصواب النافع للأمة ,وهنا يأتي دور النخب المتعقلة المتصفة بالحكمة والإيمان، لأن إظهار الحقيقة يحتاج لمثل هذه العقول ,ولا يجوز أن تبخل تلك العقول الوطنية القادرة على وضع المعالجات الوطنية السليمة لتجاوز بعض العثرات والأزمات التي صنعها المقتحمون للحياة السياسية دون بصر ولا بصيرة فكان فعلهم الناجم عن عدم فهمهم للتعددية السياسية سبباً لافتعال الأزمات فهل آن للصواب والرشد أن يسودا؟! نأمل ذلك بإذن الله.