المفكر الإسلامي والكاتب الكبير الدكتور محمد عمارة عرّف الثقافة بانها جماع المهارات التي تثمر عمران النفس الإنسانية وتسهم في تهذيبها وارتقائها على درب التمثل والمضمون التي صاغها وتصوغها القيم والعقائد والفلسفات التي يؤمن بها هذا الإنسان.. وبذلك نلاحظ اتساع دائرة مفهوم الثقافة حتى وكأنها الهواء المعرفي والسلوكي والمهني والبيئي والشعوري وغير الشعوري والخلقي والاجتماعي والمتوارث والمكتسب والتراكمي، بل وأقول وكأنها الهواء الذي يحوي هذا كله فيستنشقه الإنسان مع صفاته وأوصافه الشخصية فنراه على الحال التي تظهر لنا ويمكن تقييم الثقافة من حيث الاتساع إلى عدة ثقافات فثقافة بيئية محدودة تتغير بها مجموعة متقاربة من الناس يعيشون في مكان واحد.. والثقافة العربية والإسلامية وهي التي تتصف بصفات عامة مستمدة من البيئة العربية أو الإسلامية وثقافة العولمة وهي الآخذة في الانتشار السريع وراحت تفرض نفسها نتيجة للسماء المفتوحة لنقل المعلومات والسلوكيات من خلال القنوات الفضائية، والشبكية الالكترونية ولم تؤثر هذه الثقافة في الجانب الأخلاقي فقط بل في النمط الاقتصادي والترفيهي ونمط الملابس في كثير من بلدان العالم.. وبشيء من الاختصار فإن الثقافة أي ثقافة تتكون من كل ما يحيط بالإنسان فتندمج مع صفاته وسلوكياته ولذلك فإن قدرتنا على توجيه وتنمية مدخلات الثقافة هامة جداً لإيجاد السلوك الصحيح للإنسان خاصة في زمننا الذي نعيش فيه وما تظهر فيه من تغيرات وقدرات كبيرة للشباب بدنية وجسدية وفكرية وسلوكية ونفسية ودينية وهذه القدرات الهائلة التي تزداد سريعاً في فترة الشباب تتأثر كثيراً بالثقافة التي تسيطر عليها مثل العادات والتقاليد والبيئة التي ينمو فيها الشباب لذا لابد من ضرورة الاهتمام بعلاقة الشباب بالثقافة في هذه المرحلة المهمة من نمو الشباب للمساهمة في خطط التنمية لذا تبرز الحاجة الماسة للثقافة الجديدة لتنمية الوعي الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.. ولأهمية الدور المطلوب للشباب فلابد في هذه المرحلة بالذات تعريف الثقافة حتى يمكننا تحديد المطلوب وما نهدف إليه بيد أن تعريف الثقافة من أعقد التعريفات والأمور فالدكتور محمد عمارة يعرفها بانها جماع المهارات وفي وسط هذه الثقافات المختلفة التي تموج وهذه الحياة تقف الثقافة الإسلامية شامخة الرأس وحقيقتها وواقعها فهي تتمثل على الجوانب الأخلاقية والسلوكية ولعل المدرسة أو الجامعة أو الأسرة ووسائل الإعلام لها دور كبير في نشر الثقافة الفاسدة والصالحة ولو قامت كل مؤسسة بدورها المطلوب لكان أثرها إيجابياً ومتميزاً في خلق الثقافة الجديدة والأثر الثقافي والمعرفي الفاعل.