نأمل أن يفضي الاتفاق الموقع بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك إلى حوار جاد وصادق يدرك فيه الجميع حجم المسئوليات الملقاة عليهم، وأهمية الوقت وخطورة الظرف الراهن الذي لا يقبل بالمناورات السياسية ومحاولات استهلاك الوقت لإيصال الأمور إلى المرحلة التي لا تخدم أحداً، حيث بدا في الوقت الماضي ان هناك محاولات للدفع بالبلد نحو الزوايا الضيقة لانتزاع تنازلات بالتزامن مع استغلال الأحداث لصالح فكرة معينة لا تخلو من سوء نية ومن خطورة هي في الأساس صناعة سياسية قد تتمرد على كل الضوابط وتخرج عن سيطرة كل الأطراف. لست متشائماً لكني أخشى من سياسة اللعب بالبيضة والحجر في قضية بحجم وطن. ليس هناك من خيار بديل للحوار الآن ومن قبل مهما تكن الخلافات ولذلك كان رفض الحوار وسيكون دليل نوايا سيئة وحسابات مشبوهة عند من يرفضه. لست بصدد اتهام أحد وأعلم ان المرحلة تتطلب دعم أسباب التقارب وتجاوز ما ساد من خلاف، ولا أنا ضد الاتفاق ومن المؤكد - أنني كغيري ممن يهمهم ويشغلهم ما يحدث في البلد - في غاية السعادة لما تم الاتفاق عليه وستكون سعادتنا أكبر وأعمق وأصفى حين نرى عربة الاتفاق تسير دون توقف أو تململ من أحد، ودون عوائق ودون محاولات لعرقلة سيرها، ونرى ثمار الاتفاق قد طابت. إذا سارت الأمور على النحو الصحيح والصادق وهذا غاية ما نرجوه ونتمناه فذلك بشارة خير سوف تنعكس أمناً واستقراراً في كل الجوانب وكل المسارات التي تنتظر منذ فترة طويلة صدق النوايا والمسئوليات وتنتظر الجميع بأن يراجعوا حساباتهم ويكفوا عن الخصام والشد والجذب والبحث عن أوراق رابحة دون حدود لتلك الأوراق وقد ذهب البعض نحو استخدام أوراق ما كان ينبغي استخدامها لأغراض شخصية أو سياسية، لكن ذلك قد حدث مع كل الأسى والأسف وجرى فتح ملفات كان الزمن قد أقفلها وطواها وبعثت ثقافة من رماد الماضي وأضيف لها من قبح ثقافة الحاضر بما يتلاءم مع أهداف وتوجهات لا خير فيها لهذا البلد وأهله .. في هذه اللحظة يتعالى صوت التقارب قائلاً دعونا نتجاوز كل ما حدث من أخطاء ومن سلبيات واستغلال للأحداث ونفتح باباً للأمل والرجاء بأن يكون منطق العقل قد طغى على ما سواه وان جاء متأخراً بعض الوقت، فقد وصل والفرصة لم تزل سانحة إذا حضرت النوايا الحسنة ولن نخسر شيئاً إذا قلنا بأن ذلك قد بدا في عيون كل الأطراف وفي أحاديثهم ولعلهم جميعاً قد سمعوا ووعوا وأدركوا أصوات أجراس الخطر التي تدق ليل نهار محذرة الجميع من الغفلة والعناد، ومن نفاد الوقت، ومن انفتاح أبواب من الحكمة والعقل ان تبقى مغلقة فذلك أحسن من البحث عمن يغلقها بعد ذلك وأصعب شيء هو إغلاق أبواب الشر حين تنفتح ومنتهى ثقتنا ان الجميع يدركون هذا حتى أولئك الذين مازالوا يغلقون مسامعهم لأصوات العقل ويتمكسون بالسيء من المطالب والخيارات التي ستفتح كل أبواب الحجيم.