مع كل مناسبة تتجدد دعوة الحوار وهي صوت العقل والحكمة ولا أظن أن عاقلاً سيرفض في كل مرة هذه الدعوة ويرفض صوت العقل والحكمة الذي ما انفك يدعو ويردد ضرورة الجلوس على طاولة الحوار والتفاهم حيث لا خيار غير الاستجابة لذلك الصوت. من المؤسف حقاً أن يمضي الوقت وتمر كل المناسبات ولم تلق دعوات الحوار مايستحق من اهتمام البعض مع علمهم ان الحوار هو بوابة السلم بكل مستوياته.. يعلم الجميع ان عدم القبول بالحوار يفتح أبواب الشيطان وحين تفتح أبواب الشياطين فإنها لا تغلق بسهولة فرفقاً بهذا البلد وأهله من أعمال الشياطين ولكم في الصومال عبرة ولكم في غيره من البلدان التي انفتحت فيها تلك الأبواب أكثر من عبرة.. الذين يفهمون أبجديات السياسة يفترض أنهم يستطيعون تقدير المواقف على النحو الذي يجنب هذا البلد وأهله انفتاح أبواب الشياطين والعفاريت المرعبة وبناءً على ذلك التقدير يستطيعون اختيار المواقف المناسبة التي تساعد على بقاء شياطين الشر خلف الأبواب المغلقة بالوعي والمسئولية. قلنا غير مرة ان تجاهل دعوات الحوار أو رفضها بصورة أو بأخرى يعني الدفع بالأوضاع نحو مزيد من التعقيدات والأزمات ومع مرور الأيام لا تبقى الفرص قائمة حيث تختلط الأوراق وتتعقد المشكلات ويصبح بعضها غير قابل للحل وبالطبع من لم يستجب للحوار ومن لم يكن معه فإن جهده سوف يكون في الاتجاه الآخر الساعي لإغلاق أبواب الحلول وفتح أبواب الشر والشياطين.. إننا ندعو الجميع للاستماع إلى صوت العقل والمنطق السليم والمسئولية الدينية والأخلاقية والعمل على إغلاق أبواب الفتنة الرابضة خلف رفض دعوات الحوار.. لننتصر على شياطين الإنس والجن في محاولة أهم من كل المحاولات التي يمكن ان تبذل بعد فوات الأوان.. اليوم والحبال ممسوكة بأيدينا أفضل من غدٍ تتوزع فيه أطراف الحبال على أطراف عدة بعضها عاقل وبعضها مجنون وبعضها موتور وآخر في نفسه مرض وهناك من له مصلحة من إغلاق أبواب التفاهم وفتح أبواب التزاحم والصراع.. الذين يدركون ما وراء انسداد الآفاق هم الاحرص على ان لا تنسد بإحكام لتبقى فرص انجاح الحوار قائمة وأحسب ان التاريخ سيسجل لعنته على كل من يتسبب في انسداد آفاق الحوار بين اليمانيين وهم في فسحة من أمرهم اليوم رغم كل مايبدو من تعقيدات ولم يزل أكثرهم يمتلك زمام المبادرة ويستطيع ان يتحكم بالأوضاع ليبقى البلد في أمن وأمان.. أعلم ان هناك من يعدّ الأيام بانتظار الكارثة جهلاً منه بالعواقب وطرباً يستند على أنين ونحيب سوف تضيق بهما الآفاق.. لن يمنع الفرح والطرب بانتظار المجهول من وصول النار إلى الفرحين الراقصين.. ومن العقل ان يدرك الناس في البلد ان مسألة إلقاء اللوم والمسئولية على ماستؤول إليه الأوضاع على هذا الطرف أو ذاك بالظلم أو بالعدل لن يحل المشكلة القائمة ولن يمنع الكارثة لا قدر الله. ما الذي يفيد الناس ان يكون ذاك الطرف هو المعني بالأسباب وحده أو بالاشتراك مع غيره بعد ان تحل المصيبة على رؤوس الجميع؟ وما الذي سيغير من حجم المصاب ان يُلقى باللائمة على هذا أو ذاك.. الأفضل من كل ما قد يقال ومن انتظار المجهول ان يسعى الجميع حثيثاً لتفادي الكارثة.. والبداية والنهاية من الحوار.