يرتقي التلفزيون بقنواته الفضائية بالذوق الجمالي، وذلك لمن رزق استعداداً فطرياً ليكون جميلاً، ليكون ذا ذوق جميل. فالفضائيات تشترط – فيما تشترط – أن تكون المرأة جميلة، بارعة الجمال، لأن المشاهد أصبح مهوى الجمال، أو على وجه التحديد والتفصيل يحب أن يظهر ما خفي، ويحب أن يسمع المسكوت عنه. وفي الفضائيات العربية هناك تنافس محموم وغير محموم لتقديم الفتاة الجميلة، ويا حبذا أن تكون كاشفة ما خفي من جمالها، أو لديها استعداد لتفعل ذلك. ونحن نعلم كيف أن هناك مصطلحاً سينمائياً اسمه (فتاة شباك) تذاكر، بمعنى أن الجمهور يزدحم على شباك التذاكر إذا كانت الفنانة فلانة ضمن ممثلي الفيلم، لأنها سوف تسمح بما لا تسمح به (فنانة) أخرى. ولأجل فتاة شباك التذاكر يحرص المنتج – وهو مموّل الفيلم – أن تكون الفنانة فلانة والفنانة ... إلخ ضمن الممثلين لأن ممول الفيلم تاجر، يريد أن يربح مئات الألوف إن لم تكن الملايين. ويحرص مديرو القنوات الفضائية على أن يستقطبوا المذيعات الجميلات كما يحرص مديرو شركات الطيران على (اقتناء) المضيفات الجميلات كيلا يكون ذلك إغراء للزبائن للطيران على هذه الشركة أو تلك. الجمهور العربي أصبح يميل إلى الجمال، هذا شيء بدهي وفطري، فقط وددنا أن يتحقق أمران أن يكون هناك تكريم للجمال ليرافق الحشمة والحياء. وثانياً أن يكون هذا الجمال مساعداً (لتسريب) مواد عقلية وتثقيفية، تساعد على نمو العقل العربي وإخراجه من دوامة الإسفاف واللا معقولية، هذا العقل الذي لايزال مسكوناً بالشعوذة والدجل والخرافات. وسألت زميلاً (استاذاً ودكتوراً) عن سر شحوبه المتصل، فكان الرد الفاجع: لقد صنعت لي أم زوجتي عملاً!!. ورجوت حينها لو أن الله استجاب دعوة أم زوجه أن يخسف به الأرض، فباطن الأرض خير له من ظاهرها!!. بل إني قد رأيت ذلك في معارض كتب دولية أن الإنسان العربي يذهب إلى الأجنحة التي تعرض كتب التنجيم والشعوذة والغيبيات الاسرائيلية. الجمال شيء مطلوب لأنه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وليس من شك أن الفضائيات غيرت – حالياً – الكثير من السلوك داخل الأسرة وخارجها . ونود أن يكون التثقيف ضمن الجماليات لأن القبح كل القبح أن لا يتقدم العقل وأن لا يرقى الفكر.