الأسبوع الماضي دشنت المؤسسة الوطنية للسرطان الحملة الوطنية لدعم مرضى السرطان للعام الجاري 2010م تحت شعار «رغم الألم يبقى الأمل» وقد لقيت الحملة دعماً مباشراً من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، حيث أعلن الأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية عن تبرع فخامة الأخ الرئيس بمبلغ مائة مليون ريال لدعم مرضى السرطان.. كما أعلن عن إنشاء خمسة مراكز للأورام السرطانية في كل من عدنوتعز وحضرموت وأمانة العاصمة والحديدةوإب .. كما لقيت استجابة واسعة من الخيرين ورجال المال والأعمال استشعاراً منهم بمدى الخطر الكبير الذي أصبح يشكله هذا المرض المخيف والمرعب والذي يزداد انتشاراً في بلادنا عاماً بعد آخر . السرطان أضحى يمثل رعباً حقيقياً لليمنيين بمختلف مستوياتهم المادية والثقافية ومبعثاً للقلق بشكل كبير نظراً لما يخلفه من مآسٍ وآلام ومعانات للأشخاص الذين شاء القدر أن يصابوا به والذين يزداد عددهم عاماً بعد آخر حيث قدرت منظمة الصحة العالمية في إحصائية لها أن عشرين ألف يمني يصابون بالسرطان سنوياً ورغم أن المختصين بهذا الداء الخبيث يؤكدون أن هذه الأرقام تقديرية وأن العدد الحقيقي يصل إلى خمسة عشر ألف مصاب سنوياً إلا أن عدد الحالات المصابة التي استقبلها المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية في العاصمة صنعاء بلغت في العام 2007م أكثر من تسعة عشر ألف حالة وسجلت محافظة صنعاء وأمانة العاصمة المرتبة الأولى في عدد تلك الحالات وتليهما محافظة تعز بالمرتبة الثانية ومحافظة إب في المرتبة الثالثة ومحافظة الحديدة بالمرتبة الرابعة «بحسب إحصائية صادرة عن المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية» والتي أشارت أن معظم الحالات التي استقبلها المركز تركزت إصابتها في الجهاز الهضمي والغدد الليمفاوية والبلعوم الأنفي.. ويؤكد المختصون أن انتشار هذا النوع من السرطان في اليمن يعد أمراً غريباً ولا يتوافق مع الأرقام العالمية بالنسبة لخارطة السرطان وأن ارتفاع معدل الإصابة بهذا النوع من السرطان يبدو أمراً غير متوقع بالنسبة لبقية بلدان العالم. تكاليف علاج السرطان باهظة جداً حيث يحتاج المريض إلى علاج مستمر لمدة عامين وتكلفة جرعة العلاج الواحدة للمريض في خط العلاج الأول تبلغ ألفاً وأربعمائة دولار إضافة للعلاجات الأخرى ناهيك عن المصاريف طوال فترة 24 شهراً في المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية بالعاصمة صنعاء ولأن معظم الحالات التي يستقبلها المركز تصل في وقت متأخر وفي مراحل متأخرة فتكون معدلات الاستجابة للعلاج متدنية ولذلك فإن نسبة 60 % من المصابين بهذا الوباء الخبيث يموتون بينما تستطيع الجهود الطبية السيطرة على 20 إلى 30 % فقط من عدد الحالات المصابة. يعد التدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان وكذلك القات بسبب استخدام المبيدات والمواد الكيمائية إضافة إلى الشمة «البرتقان» ولذلك لا بد من تكاتف الجهود الرسمية والشعبية لمكافحة التدخين وتناول القات والشمة «البرتقان» وكذا التعاون ومد يد العون للمصابين بمرض السرطان لتوفير الأدوية لهم من خلال تقديم الدعم المالي للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان لتتمكن من إنشاء مراكز علاج الأورام السرطانية في عموم المحافظات وتوفير المعدات الطبية والأدوية اللازمة.