نشاهد هذه الأيام جملة من التصرفات غير السوية والتي تحصل في المساجد حيث يتم إطلاق العنان للأطفال للعب في المساجد قبل وأثناء وبعد أداء الصلوات مما يفقد العديد من المصلين القدرة على التركيز في الصلاة .. وهناك من الآباء من يصطحب أطفالاً دون الثالثة من العمر .. ومنهم من يبول داخل المساجد ومنهم من يبكون بأصوات مزعجة جداً وهؤلاء هم في حاجة إلى الرعاية والاهتمام داخل المنازل حيث ما يزال الوقت مبكراً على اصطحابهم إلى المساجد . وفي رمضان تزداد شقاوة الأطفال ويجدون متنفساً لممارسة اللعب داخل المساجد مستغلين انشغال أولياء الامور من الآباء بالنوم في نهار رمضان والسهر في ليله وانشغال الأمهات بأعمال المطبخ نهاراً ومتابعة الفضائيات ليلاً، وهذا لا يعني أن ايذاء المصلين والعبث بالمساجد سلوكيات محتكرة على الصغار فقط فالكبار أيضاً يمارسون بعض صور الإيذاء فعلى سبيل المثال هناك من يجلب إلى المساجد خلال وجبة الإفطار كميات كبيرة من الأطعمة والتي تخلف روائح كريهة تؤذي المصلين علاوة على بقاء الكثير من مخلفات الافطار في ساحات المساجد ما يتسبب في تلويثها .. وقد تنتقل هذه المخلفات بسبب كثرة السير إلى داخل المساجد . ومن صنوف الايذاء عدم إغلاق الهواتف النقالة والدخول بها مفتوحة وخصوصاً تلك التي يعتمد أصحابها على نغمات الأغاني والموسيقى وغيرها والتي لا تتناسب وقدسية المسجد رغم كل أساليب التنبيه الموجودة داخل المساجد التي تتضمن تذكير من يدخلونها بضرورة إغلاق نغمة الهاتف والتفرغ لدقائق معدودة للاتصال بالمولى عز وجل .. والمشكلة أن من يقعون في هذا الموقف لأكثر من مرة لا يتقبلون اللوم والعتاب حيث ينظرون إلى من يقدم لهم النصيحة بأنه يمس كرامتهم ويقلل من شأنهم. ومن صور الإيذاء الرمضانية شرب السيجارة داخل المساجد عقب أذان صلاة المغرب مباشرة وهناك من يفطر بها رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام حثنا على الإفطار بالتمر والماء فأين من يأكلون الثوم والبصل والفجل ويتوجهون لأداء الصلاة دون أن يكلفوا أنفسهم حتى غسل أفواههم للتخفيف من حدة الروائح المنبعثة منها وللتخفيف من حجم الإيذاء الذي يتعرض له المصلون جراء ذلك. وأمام هذه الصور غير اللائقة ينبغي علينا أن نرتقي بسلوكياتنا وأن نحرص على أن نكون القدوة الحسنة لأولادنا وللمجتمع الذي نعيش فيه في رمضان وعلى مدار العام وأعتقد ان الحرص على نظافة المساجد وصيانتها من أي شكل من أشكال العبث والإيذاء واجب إيماني وديني علاوة على كونها سلوكاً حضارياً يعكس ثقافة المجتمع ومدى تأقلمه مع متطلبات النهوض والتطور المنشود . وببساطة وبلغة يفهمها الجميع علينا أن نحافظ على نظافة مساجدنا بالقدر الذي نحافظ على نظافة منازلنا على أقل تقدير.