تزهو مدن حضرموت المختلفة ومنها مدينة المكلا على وجه الخصوص هذه الأيام بمباهج فرائحية بهية ترسمها عادة الختاميات الرمضانية أو بما يسمى الختامي أو الختايم كما يسميه العوام , وهو احتفال بختم القرآن وجرت العادات في حضرموت عموماً أن تحتفل المساجد بختم القرآن في رمضان, ورتب منذ زمن بعيد لكل مسجد يوم معين بحيث يبدأ موسم الختاميات من الأسبوع الثاني لرمضان وتتابع المساجد إقامة هذه الاحتفائيات في أيام معلومة ومحددة واكتسبت مسحة من التظاهرات الاجتماعية من تزاور وتقارب وصلة رحم وتواصل بين الناس الذين يوجهون في يوم الختم الدعوة لأهاليهم وأصدقائهم للتفطير والمشاهرة برمضان . وجرت العادة أن يتوافد على الحارة التي يقام فيها الختم الكثير من الناس من الأحياء المختلفة فتتحول الساحات المجاورة للمسجد إلى أسواق تجارية لعرض الحلويات ولعب الأطفال ويعلو الفرح والابتهاج شفاه الأطفال والكبار وأصبحت في السنوات الأخيرة تكتسي بطابع ولون آخر متميز زاد بهاءها بتفنن شباب الحارات في طرائق الاحتفاء بها وهو ما جعلها محط متابعة واهتمام ومنافسة. ومن هذه الطرائق العودة إلى الماضي ونبش ذاكرته في مجالات مختلفة ثراثية وثقافية ورياضية والتذكير بسير الأعلام والشخصيات التي كان لها بصمات مؤثرة في حياتنا العامة سوى في إصلاح ذات البين أو في مجال النفع الاجتماعي وغير ذلك . هذه الختاميات فرصة ومناسبة عظيمة حسب قول العلماء والمشائخ - للتقارب بين الناس والتراحم فيما بينهم ومبادلة الأطعمة حيث يستغلها جيران المسجد لدعوة أهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم للتفطير وتبادل التهاني والتذكير بنعمة التآخي والمحبة . وبما أن الختاميات الرمضانية تحمل الكثير من المحاسن والفوائد وما تمتاز به من مزايا دافعة للتواصل بين الناس وصلة الأرحام فإنها تظهر معاني متأصلة في النفوس والوجدان. أولها : إشاعة الألفة والتآخي والمحبة بين جيران المسجد، ثانياً : خلق حالة من الفرح والحبور والابتهاج في عامة الناس وخصوصاً في رسم الفرح على شفاه الأطفال، ثالثاً : حث الناس على المسابقة لختم القرآن الكريم أشرف وأعظم الكتب.وغيرها من المحاسن والفوائد الأخرى . نعم إن الختاميات في حضرموت قد أضفت على رمضان لوناً آخر من الفرح والانبهار إضافة إلى ما يمتاز به هذا الشهر الكريم من نعم روحانية وفضائل عظيمة وأصبحت هذه التظاهرات الجماهيرية والاجتماعية المفتوحة التي تجمعها (الختايم) ميزة حميدة توثق عرى التعاون والتكافل والمحبة والتآخي . نعم عزيزي القارئ فإذا زرت هذه الأيام إحدى مدن حضرموت وحضرت (ختايم) إحدى مساجدها فإنك ستردد مع الجموع السائرة في مواكب الفرح والابتهاج في الختاميات الرمضانية : (يا عواد.. يا عواد ..) . [email protected]