في الأيام الماضية هطلت أمطار غزيرة وتدفقت سيول عارمة في بعض المناطق اليمنية في محافظات الحديدة وإب وتعز وعمران وحجة والمحويت وذمار أسفرت عن هدم منازل وقطع طرق وجرف وطمر مساحات زراعية بما فيها من محاصيل الحبوب والفواكه والخضروات وتوفي وغرق عدد من المواطنين. نخشى أن يحدث ماهو أسوأ كالذي حدث في باكستان والهند والصين ولاسمح الله ؛ لأن طوفانات تلك البلدان مستمرة منذ أسابيع ومازالت احتمالات استمرار الأمطار والعواصف قائمة مما يعرض سلامة وحياة وممتلكات الملايين الجدد للزوال والخطر الداهم, إذ إن أكثر من عشرين مليون باكستاني أصبحوا بدون مأوى ولامياه صالحة ولاغذاء وقد ظهرت فيهم وخاصة الأطفال أمراض قاتلة كالكوليرا والملاريا والإسهالات الحادة الأخرى نتيجة شرب المياه الملوثة والمليئة بالحشرات الضارة والأفاعي والعقارب. وكما شاهدنا فقد عزلت قرى ومدن عن بعضها إن لم تكن اختفت تحت المياه ولاتستطيع فرق الإنقاذ الوصول إليهم إلا بالطائرات المروحية التي تحوم فوق رؤوسهم وتسقط عليهم أكياساً وعبوات من الغذاء والمياه وربما المحاليل التي لابد من وجود أطباء ومعاونين لإعطائها لهم بحسب الحالات والجرعات اللازمة . وكم هي مؤثرة تلك الصور التلفزيونية للناس وهم واقفون وغارقون إلى أكتافهم في المياه منهم من يحمل طفلاً أو أكثر ومنهم من يحمل أكثر من طاقته الضعيفة بعض المتاع الضروري خوفاً من البلل أو أولئك الأطفال والمسنين الذين يحتضرون ويغطي الذباب وجوههم وأنوفهم وأفواههم .. فاقدين للوعي تماماً. وقد تضاعفت معاناة الباكستانيين تحديداً بسبب عدم وصول المساعدات الضرورية في الوقت المناسب إلا القليل منها والذي لم يلبِ سوى حاجة بضع مئات الآلاف .. والدولة الوحيدة التي أرسلت طائرات مروحية محملة بالمساعدات الإنسانية بالإضافة إلى السفن المنقذة هي الولاياتالمتحدة وتحل بعدها المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج في ظل تفاقم الكارثة والتهديد بنزول أمطار غزيرة متواصلة على نفس المناطق ومناطق جديدة بحيث يصبح معظم باكستان في خبر كان وتنهار الدولة التي تمارس فيها الجماعات والعصابات المسلحة الإرهاب والقتل في المناطق القريبة من أفغانستان أو في المدن ذات الطوائف العرقية والمذهبية وتشتت جهود الجيش والشرطة والدفاع المدني في إنقاذ مايمكن إنقاذه. ولو نزلت أمطار بنفس الغزارة ولأيام أو أسابيع على المرتفعات الغربية والجنوبية على وجه التحديد فقد تقضي على وديان تهامة السبعة ووديان لحج وأبين وحضرموت وشبوة وتمحو القرى والمنازل القريبة من مجاري السيول, وليس لنا إلا الدعاء إلى الله بأن يرحمنا ويمنع عنا هذه الكوارث التي لو حلت بنا فلن تتمكن الدول من مساعدتنا إلا بالقليل كونها ومعها الأممالمتحدة والبنك الدولي تشعر بأن مالديها من إمكانيات قد لا يلبي المطالب الإنسانية في أكثر من قطر بحجم كارثة باكستان على الأقل لأن الصين والهند دولتان قويتان وغنيتان ولم تطلبا حتى الآن مساعدات من أحد اللهم إلا القليل.