باكستان دولة إسلامية كبرى استقلت عن بريطانياوالهند معاً عام 47 بقيادة محمد علي جناح وثابر الباكستانيون على أن يجعلوا بلادهم نموذجاً للتطور المحكوم بالمبادىء العظيمة لذلك الزعيم الثائر وعلى أن تكون نداً للهند التي لم ترضَ أحزابها عن خروج باكستان عن الحكم من نيودلهي حتى في أيام جواهر لال نهرو الذي كان واحداً من زعماء حركة عدم الانحياز التي تشكلت من عدة دول ورؤساء مثل جمال عبدالناصر العربي المصري وجوزيف بروزتيتو الرئيس اليوغسلافي وثاندرنايكا السيرلانكية وأحمد اسوكارنو الإندونيسي إلا أن مشيئة الباكستانيين حققت الاستقلال وأنجزت وعدها بأن تكون هذه الدولة قادرة على حماية نفسها بما تصنع وتزرع. إلا أن الكارثة الأخيرة وأعني بها الأمطار الغزيرة لمدة شهر والفيضانات الجارفة قد ألحقت بالبلاد أضراراً تقدر بمئات المليارات أغرت بعض الجماعات في رفع حجم الأضرار المادية والبشرية والإنسانية والأمنية بارتكاب جرائم القتل الطائفي الجماعي بدلاً من أن تضم جهودها إلى جانب القوات المسلحة والأمن والرجال الصالحين في الحفاظ على الأمن والاستقلال في كل البلاد وخاصة تلك التي تفجرت منها وبسببها عدة حروب , كانت حرب عام سبعين بينها وبين الهند على مايعرف اليوم ب(بنجلاديش) وكانت تسمى باكستان الغربية وانتهت الحرب بانفصالها ووقوعها تحت وصاية الهند الفعلية. اليوم اختفت عدة قرى ومدن تحت المياه والطمي والوحول ومعها بشر وحيوانات أمام بصر وحزن أصحابها الذين يفترشون الأرض الطينية ويلتحفون السماء وبات مايقارب الخمسة ملايين طفل معرضين للموت من الجوع والأمراض والعطش وليس لدى آبائهم وأمهاتهم حيلة أو وسيلة لإنقاذهم , أما الأممالمتحدة فلا زالت تصدر بيانات يومية عن الحالة التي يؤكدون أنه لم يسبق لها مثيل ويشبهونها بالطوفان وتطالب المجتمع الدولي بالمزيد من المساعدات العاجلة. والحكومة الباكستانية تشكو من عدم قدرتها الوصول إلى معظم الناس المعزولين بأي وسيلة غير الطائرات المروحية غير الكافية لإسقاط القليل من الأغذية والمياه والأدوية والفرق الإنقاذية وهذا في الوقت الحالي حتى تتوقف الأمطار وتتراجع نسب مياه الأنهار عن معدلاتها المرتفعة منذ أكثر من شهر, والذي كانت بعض الدول قد أعلنت في بداية أغسطس عن تسيير رحلات يومية بمعدل ثلاث إلى خمس رحلات تحمل المعونات العاجلة ولم نعد نسمع عن تلك الجهود والتبرعات رغم ثقتنا بأنها مستمرة من بعض الدول العربية وخاصة الخليجية. ومع أن التنبؤات الجوية أشارت الأسبوع الماضي إلى احتمال استمرار هطل الأمطار الغزيرة في المناطق التي تلقت الكارثة في بدايتها وامتداد الحالة إلى مناطق وأقاليم جديدة وكل ماتفعله الحكومات الإقليمية والمركزية في الوقت الحاضر هو التحذير للسكان في المناطق الجديدة المهددة بمثل ماحصل في المناطق الأولى بالابتعاد إلى الأماكن الآمنة البعيدة عن ضفاف الأنهار والسدود ومجاري السيول في سفوح الجبال وقد لايسعفهم الحظ في النجاة بأنفسهم وممتلكاتهم التي يمكن إنقاذها في ضوء المعلومات التي تؤكد نزول الأمطار بنفس المعدلات السابقة على مناطق جديدة نسأل من الله لها ولهم السلامة وأن يصدق من وعدوا بالمساعدات العاجلة والضرورية في إرسالها فوراً كالفرق البشرية المتخصصة في الإنقاذ والمعالجات مع الأجهزة واللوازم المعتادة وبأنواع الأغذية والفراش والخيام وأن تكون الدول العربية والإسلامية في مقدمة المتبرعين على المستويين الرسمي والشعبي.