لا يخفى على أحد أن الإرهاب عمل إجرامي يستهدف إراقة الدماء البريئة والإخلال بالأمن والاستقرار وبث الرعب والخوف والفوضى بين المجتمع ،ويؤدي إلى هدم وتخريب المنشآت الحيوية والسكينة العامة والخاصة ،ومن المؤكد أن من يسعى إلى ممارسة أعمال القتل والتخريب والإرهاب والإضرار بمعيشة الناس والإفساد في الأرض هو أبعد ما يكون عن دين الله، ولا يمكن أن يكون مسلماً أو مؤمناً أو على ملة الإسلام أو يتمتع بأية مشاعر أو أحاسيس وطنية أو إنسانية أو أخلاقية ، قال الله تعالى : (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراما” ونظر ابن عمر رضي الله عنهما يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال:(ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك) وعن أبي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو ان أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار”. وجريمة شنعاء وعمل إرهابي بشع وجبان ما تعرض له الجنود الآمنون الجمعة الماضية من كمين غادر بمدينة لودر محافظة أبين أدى إلى استشهاد 11 جنديا ،من قبل عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة وبعض المتعاونين معها من الخارجين على القانون .. جريمة تقشعر لها الأبدان في أيام مباركة من شهر رمضان المبارك ،عناصر فقدت الحس الإنساني وروحانية وعظمة الشهر الكريم وتحولت إلى وحوش ترعى في البراري ولا فرق عندها من تكون الفريسة طالما أنها جائعة ، وأدمنت سفك الدماء وأعمال التفجير والتخريب والتدمير، فتلك بالفعل هي الحقيقة عن الإرهاب وما ينتج ويتولد عن أعماله الكريهة من عنف وعدوانية بحق الإنسانية بعد أن انساقت عناصره الضالة وراء فكرها المنحرف لتعيث في الأرض فساداً كأدواتٍ عمياء لا تحمل مشروعاً سوى ذلك المشروع التدميري الذي يضمر الحقد على كل شيء في هذه الحياة. إن أولئك الأرهابيون اقل ما يقال فيهم أنهم خوارج هذا العصر ، وأرباب الإرهاب الأسود الذين لاتنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر ،حيث سولت لهم أنفسهم اللعب بالنار في بلد الأمن والاستقرار فأحرقت هي بتلك النار وأصبحت كالأفاعي التي تموت بسمومها، وأظن أن تلك الطغمة الفاسدة إنما تكتب نهايتها الحتمية الوشيكة بل إنها كتبت انتحارها بالفعل فهي تلفظ أنفاسها الأخيرة ،وهي رسالة شكر وامتنان لأولئك الأبطال من رجال الأمن الذين قدموا حياتهم رخيصة من اجل أمن الوطن واستقراره ووحدته ،فجهود هؤلاء الأبطال أسقطت ورقة التوت وكشفت الأقنعة وأسقطت الكثير من الشعارات الزائفة .. والشكر أيضاً لأبطال القوات المسلحة وتعاون المواطنين الشرفاء في مديرية لودر محافظة أبين على ما قاموا به من وقت الحادث الإرهابي البشع وحتى اللحظة من تلقين الإرهابيين درسا لن ينسوه حيث تم القبض واستسلام عدد منهم ولقي 14 إرهابيا مصرعهم. فالواجب الوطني - خصوصا ونحن في أيام شهر رمضان المبارك- يقتضي اليوم من كافة القوى السياسية والاجتماعية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية الوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب وزمرته الشيطانية ، فتطهير الوطن من شر الإرهاب والتخريب، وحفظ النفوس البريئة من القتل والتقطع، لهو من أعظم الواجبات وأجل الطاعات، خصوصا في تلك الظروف التي يمر بها وطننا الحبيب، لما فيه من تحقيق مصالح الناس ودرء المفاسد عنهم. وقد برهنت الدلائل مؤخرا على أن قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله عازمة بمشيئة الله على مواصلة حربها ضد فلول الإرهاب والتخريب و اجتثاث جذوره، واستئصال خيوطه ،وكشف تنظيماته المستترة، ونواياه الخفية، والإطاحة بتدابيره ومخططاته،ومشاريعه التآمرية. بل إن جميع الشواهد قد أكدت لأبناء شعبنا اليمني يقظة أجهزتنا الأمنية وتصديها لكل باغ ومخرب ومفسد، ولكل من يسعى للعبث بأمن الوطن واستقراره . وعلى جميع المواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية في الكشف عن الإرهاب والإرهابيين وعدم التستر والإبلاغ عن أية حالات مشبوهة أو مريبة وتقديم المعلومات إلى الجهات الأمنية فإذا تعاون المواطنون فيما بينهم لتطهير وطنهم من شر هؤلاء الأعداء، وتضافرت جهودهم لكشف المفسدين وتدابير المعتدين انقطع دابرهم واندحرت أهدافهم ووقعوا في سوء أعمالهم . [email protected]