إن منافع صيام شهر رمضان كفرض على المسلمين البالغين والقادرين على أداء ركن الصيام تجمع بين المنافع الفردية والجماعية بيد أن صيام المسلمين لشهر رمضان الكريم يُبرز بقوةٍ المنافع المتوازنة التي تجنيها المجتمعات الإسلامية وأفرادها من شهر رمضان. أما من الناحية النفسية الاجتماعية فيمكن اعتبار شهر رمضان طريقة لتغيير رتابة النمط اليومي للحياة الذي تعوّد عليه الناس لمدة احد عشر شهراً ومن ثم فصوم رمضان يمثل تغييراً جذرياً في اسلوب حياة الفرد والمجتمع فالأمسيات والليالي تصبح هي زمن التفاعل الاجتماعي المكثف والقيام بالشعائر الدينية والاحتفالات العائلية والمجتمعية بينما يميل نمط حياة الصائمين في النهار إلى الهدوء ويعيش المسلم الصائم يومياً كامل شهر رمضان شعوراً بالفرحة والسعادة في الساعات الأخيرة لثلاثين دقيقة قبل الإفطار على الخصوص .. ففي البلدان الإسلامية والعربية يساعد شهر رمضان على تعزيز التضامن العربي والإسلامي والاجتماعي بين الصائمين وتعميق الوحدة العربية وتبديد مظاهر الحقد والكراهية والفرقة ذلك أن لشهر رمضان قيمه وأعرافه واخلاقياته التي يتطلب الالتزام بها ومنظومة القيم والتقاليد الثقافية والوطنية وتشير الاحصائيات السكانية في العالم إلى أن عدد المسلمين اليوم يتجاوز بكثير الألف مليون فهذه الكتلة الضخمة تتوحد في شهر رمضان بالرغم من اختلافات الزمان والمكان وفصول السنة عبر الكرة الأرضية. أما على صعيد التربية والتعليم والثقافة الذاتية والمعرفية والأنشطة الثقافية فلابد أن تكون أمسيات وليالي شهر رمضان الفضيل مدرسة للجميع ولاسيما أن تشتغل الأنشطة الرمضانية الثقافية والفكرية والمهنية والرياضية في إذكاء المهارات الفردية والجماعية والفكرية بحيث تتحول ليالي رمضان للتربية الفكرية والاجتماعية والتصدي لكافة الظواهر السلبية لدى الشباب والطلاب وتطوير اسهاماتهم في بناء صرح المجتمع العربي الجسدي ورص صفوف الشباب لبناء المجتمع الجديد والمزدهر والمدارس والاندية الرياضية والثقافية وأن يجعلوا ليالي شهر رمضان للمّ شمل الجميع والتواصل الدائم وخلق حالة من الوعي الاقتصادي والتنموي والتضامن الكامل للرفع من قدرات الشباب والطلاب الفكرية عبر الندوات وفتح مجالات القراءة عبر المكتبات المدرسية والعامة وهي خطوة لاستقبال العام الدراسي الجديد بنكهة جديدة وحماس وتضحية لتحقيق نجاحات تربوية وتعليمية. إن شهر رمضان من اجمل شهور العام وأكثرها تميزاً وهو شهر الرحمة والمغفرة والإحسان ففيه يكون الإنسان اقرب إلى الله خشوعاً وصلاة وزكاة وصوماً وقراءة وتلاوة للقرآن الكريم فتتضاعف حسناته في هذا الشهر الكريم وفي هذا الشهر ليلة من أعظم الليالي هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيها تتنزل الملائكة من السموات العليا على البيت الذي يقرأ اهله القرآن الكريم ويذكرون فيه الله قياماً وقعوداً وفي شهر رمضان تنتشر مظاهر الفرح الإنساني التي تتجلى في بعض العادات الاجتماعية مثل المسحراتي والفوانيس الملونة واطعام الفقراء والمساكين والاحسان إليهم عبر موائد إفطار الصائم إضافة إلى الموائد الرمضانية العامرة بالخيرات وأنواع المكسرات التي ارتبطت بشهر رمضان إضافة إلى الشوربة المائدة المفضلة .. وخواتم مباركة وكل عام وأنتم بخير.