كل من يعيش على تراب هذا الوطن الغالي يجب أن يدرك تماماً أن عليه حقوقاً وواجبات نحو هذا الوطن أبرزها حمايته والتضحية من أجله والإسهام الفعال في تحقيق التنمية والنهوض لهذا الوطن في مختلف المجالات, كل في مجال اختصاصه وتخصصه ومن مركزه القيادي أو الاجتماعي أو موقعه الوظيفي والمعيشي على أرض هذا الوطن . فلو أدرك كل مسئول وقيادي وموظف في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة ما عليه من حقوق وواجبات نحو وطنه لما سمعنا ورأينا ولمسنا أية حالة من حالات الفساد المالي والإداري والاختلالات والإهمال الوظيفي والقصور في تنفيذ ومتابعة المهام والأنشطة المختلفة المتعلقة بمسؤوليات هذه الأجهزة والمؤسسات ومهامها الأساسية . ولو أدرك كل مسئول وقيادي وعضو في مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني واجباته وحقوق الوطن عليه، لما شاهدنا وسمعنا أي حزب أو تنظيم يمارس نشاطه على تراب هذا الوطن بكل حرية وفي ظل مناخ ديمقراطي رائع, يقف أو يدعم أو يساند أو يؤيد أية فئة أو جهة أو مجموعة تستهدف الإساءة والتخريب لهذا الوطن وتقويض أمنه واستقراره مهما كانت أفكارها أو اطروحاتها ومغرياتها . نعم لو أدركنا جميعاً حكاماً ومحكومين, قيادات ومرؤوسين, حزبيين ومستقلين, عمالاً وموظفين, أفراداً وجماعات, نعيش على تراب هذا الوطن الطاهر واجباتنا وما علينا من حقوق نحو هذا الوطن الغالي لعم الخير والنماء وساد الأمن والأمان والاستقرار مختلف أنحاء الوطن . لكن للأسف الشديد هناك العديد من الأفراد والمجموعات يعيشون بيننا وينعمون بخيرات وطننا يجهلون أو يتجاهلون حقوق وطنهم عليهم، وواجباتهم نحوه . ولن أتحدث هنا عن أولئك الأفراد أو تلك الجماعات التي تجاهر بعدائها ومواقفها ضد هذا الوطن وتعمل على نشر الفتن وتمارس أعمال التخريب وتسعى بكل وضوح للعودة بوطننا إلى عهود الرجعية والتخلف والتفرق والشتات فهؤلاء لا يجهلون حقوق الوطن عليهم فحسب لكنهم ناصبوه العداء ويستهدفون وحدته وأمنه واستقراره وأهدافهم وأنشطتهم باتت معروفة وواضحة لكل أبناء الشعب وبالتالي من السهل التعامل معهم والوقوف ضدهم ومحاربتهم من قبل كل من يحب وطنه ويسعى للحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره . لكنني سأركز حديثي على أولئك الذين يدَّعون علناً حبهم وحرصهم على هذا الوطن لكنهم للأسف الشديد يتجاهلون عمدا ما عليهم من حقوق وواجبات نحو هذا الوطن في ممارساتهم وتصرفاتهم الفعلية . من هؤلاء مسئولون وموظفون في العديد من الأجهزة والمؤسسات يستغلون مراكزهم القيادية ومواقعهم الوظيفية في تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن والمجتمع فيعملون على تعطيل النظم والقوانين والإجراءات في مؤسساتهم وعدم الالتزام بها أو التحايل عليها عند ممارستهم لمهامهم الوظيفية, وممارسة ودعم مختلف أشكال ومظاهر الفساد المالي والإداري لتحقيق مكاسبهم الخاصة . وبالتالي فان نتائج سلوك هؤلاء وتصرفاتهم تنعكس سلباً على مصلحة المجتمع وتنميته في مختلف المجالات من خلال سوء التنفيذ للعديد من المشاريع الاقتصادية وتأثرها سلباً أو فشلها وضياع حقوق العديد من المواطنين وضياع وهدر المال العام وسوء الاستغلال للإمكانات والموارد المتاحة، وغيرها من النتائج والآثار السلبية التي تحد أو تعيق من عملية التنمية والنهوض بالوطن. ومن هؤلاء القيادات والشخصيات السياسية والاجتماعية والحزبية التي تضع العراقيل والمعوقات أمام أية جهود أو خطوات لتوحيد الرؤى والأفكار وتجاوز الخلافات وتقريب وجهات النظر بين مختلف القوى السياسية على الساحة الوطنية تجاه مختلف القضايا المتعلقة بأمن الوطن ووحدته وتنميته وأمنه واستقراره, وذلك من أجل حصول هؤلاء على مكاسب شخصية أو حزبية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا, ومن هؤلاء من وصل به الحال إلي أن يمن على هذا الوطن بما يمارسه من مهام ويريد ثمناً لكل خطوة أو مهمة يؤديها لخدمة هذا الوطن وكأنه وطن أو مكان لا يخصه ولا ينتمي إليه ورحم الله أبا الأحرار الشهيد الزبيري حين قال : وكم جاهل بحقوق الوطن ..... يريد على كل خطو ثمن إذا وخزت رجله شوكة ...... تقاضى جزاء عليها ومن فإن لم يحقق هواه النضال .....ثار على شعبه واضطغن وراح يلوث طهر الكفاح...... ويبدي العيوب ويذكي الفتن رحمك الله يا أبا الأحرار وليتك تعلم اليوم كم هم الجاهلون بحقوق هذا الوطن وماذا يريدون أو يعملون ؟وكم يتقاضون لأجل خدمة هذا الوطن؟؟!! .والله من وراء القصد. (*) أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز [email protected]