أيها القارىء الكريم : يشرفني أن أقدم لكم هذا الملحق الوثائقي الصادر عن صحيفة (الجمهورية) الذي سوف يتضمن بعض الحقائق والذكريات بالكلمة والصورة عن ثورة 26 سبتمبر المجيدة وفي نفس الوقت أتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى الشعب اليمني وقائده الأخ الرئيس علي عبدالله صالح-رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى ال 48 لثورة ال 26 من سبتمبر 1962 التي هب الشعب اليمنى بجنوبه وشماله للدفاع عنها عند اندلاعها في ذلك اليوم العظيم حتى لا تتكرر مأساة الثورات السابقة في 1948 ، 1955، 1961 التي استشهد العشرات من الابطال من أجلها . وبدأت تتكالب على الثورة اليمنية المباركة منذ اليوم الأول لاندلاعها المؤامرات والدسائس و المعارك من أعدائها وعندها وقف الشعب اليمنى أمامها بكل صلابة وقوة وبدأ التجنيد التطوعي للدفاع عن الثورة و الجمهورية وبدأ الشعب اليمنى من الشمال والجنوب - بالرغم من انه خاض للاحتلال البريطاني - في الانخراط في الحرس الوطني الذين دافعوا عن الثورة المباركة في كل مناطق اليمن، حيث كانت تصل المجموعات تلو الأخرى من المتطوعين من عدن ومن بقية المناطق للتدريب في تعز ومن ثم التوجه إلى جبهات القتال ليقدموا أرواحهم رخيصة في سبيلها بجانب إخوانهم المصريين ولا ينسى الشعب اليمنى هذه التضحيات الكبيرة المادية والبشرية و المعنوية لمصر الشقيقة التي هبت لمناصرة الثورة اليمنية المجيدة بقيادة الزعيم العربي الخالد جمال عبدالناصر الذي قام بزيارة لليمن في أبريل 1964 بالرغم من الظروف الصعبة تأكيداً على وقوف مصر مع ثورة ال 26 من سبتمبر كما استقبلت القاهرة أفواجاً من الحرس الوطني للتدريب وتشكل منهم لواء العروبة و لواء النصر واللذان شكلا نواة الجيش اليمني الحديث. وتتوالى الأحداث في اليمن ويستمر النضال على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري (تفاصيلها و تواريخها يحتويها الملحق) لتحقيق النصر المظفر لثورة ال 26 من سبتمبر 1962م والتي كان من أهم إنجازاتها الكبيرة وفي عامها الأول اندلاع ثورة ال 14 من أكتوبر 1963 من جبال ردفان الأبية لتبدأ رياح التغيير في اليمن التي تحقق فيها الاستقلال للجنوب اليمني المحتل من براثن الاستعمار و من ثم تحقيق الهدف الأعظم منها وهو تحقيق الوحدة اليمنية والذي كان في ال 22 من مايو 1990 الذي أصبح العيد الوطني لليمن الموحد. ومع احتفالات شعبنا اليمني العظيم بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر قدمت صحيفة الجمهورية هذا الملحق الذي يسجل للتاريخ الجهود التي بذلت في حراك سياسي ودبلوماسي للدفاع عن الثورة واجهاض كافة المؤامرات التي كانت تحاك ضدها وهي التجربة التي اكسبت الدبلوماسية اليمنية المراس والقدرة على التحرك وحماية الثورة . في هذه الصور قادة ورجال منهم من قضى نحبه ندعو الله ان يتغمدهم برحمته ويدخلهم فسيح جنانه وسيظلون في سجل المناضلين الابطال وآخرون مازالوا معنا نسجل لهم آيات الشكر والتقدير والاعزاز لما بذلوه في خدمة وطنهم ورفع راية الثورة اليمنية . ولصحيفة (الجمهورية) التحية على هذا الملحق الذي قام بإعداده السفير أحمد حسن بن حسن رئيس دائرة التوثيق والمعلومات بوزارة الخارجية تعبيراً عن الوفاء وتسجيل الأحداث للاجيال القادمة التي آمل ان يكون لها نفس الولاء للثورة والوحدة والاستعداد للدفاع عنها وحمايتها من المؤامرات التي تحاك ضد اليمن وأهله .. والله اكبر ..وعاش اليمن موحداً قوياً .. * وزير الخارجية