- الرصف بالحجارة لأحياء كريتر وحواريها شكل منظراً جمالياً وعكس اهتماماً بالغاً بالمدينة القديمة التي عانت شوارعها وممراتها (الزغاطيط) من الإهمال والاتكال، ما يعني تجمع القاذورات والقمامة وغيرها...وقد أحسنت الجهات التي فكرت برصف الممرات والشوارع الداخلية(الصغيرة) بالحجارة الصلبة (البازلت) التي بعضها يأخذ ألواناً كالأصفر(البيج) والبرتقالي والأسمر..الخ ويذكرنا ذلك بمدن عريقة مثل موسكو(الساحة الحمراء) وساحة براغ في تشيكيا ومثلها في براتيسلافا في جمهورية السلوفاك ...وصنعاء القديمة في اليمن ..وهلم جرا. - اليوم الزائر لمدينة كريتر التاريخية الآثرية، يندهش لما يرى، لكن الثقافة البصرية ما تزال مخدوشة من خلال عدم الاهتمام بالمواقع التاريخية والأثرية، وترك المزاجيين يفعلون بالمدينة ما يشاؤون ...وهذه وحدها تحتاج لوقفة جادة من منظور الحفاظ على الآثار والمدن والأحياء القديمة، إلا ما كان له تأثير على الحياة العامة..وقد رأينا كيف أن الدول لا تسمح بمحو الأثر البنياني للمدن مثل(البحرين) التي تمتلك أحياءً سكنية شبيهة تماماً بأحياء كريتر من حيث الشكل واللون والموقع ..ولم يتجرأ أياً كان أن يقوم بالهدم أو البناء الجديد، لأن ذلك يشوه تاريخ المدن، ويعطي انطباعاً مغايراً لما هو كائن وما كان وما سيكون. - ولا نتصور أن تقوم عمارات شاهقة مزخرفة في شوارع كريتر القديمة، إلا إذا سكت أهل الشأن، وإذا تم تجاوز حقبة زمنية تتجاوز ال(200)عام، وهنا يندثر تاريخ المدينة ونحن السبب, وتقع مهمة التنبيه والنقد على وسائل الإعلام كافة، بالنظر إلى الأهمية التاريخية والحضارية العاكسة لمجمل الحياة في زمن ما قبل الثورة والاستقلال, وكيف دخل العنصر الطاغي على لون المعمار(الأسمنتي) والحجارة المنجورة بشكل هندسي وليس ما هو موجود اليوم على شكل تلميع للمباني ليس إلا .. لكن الأصل يظل مفتقداً لما هو صلب ومتين وأصيل! - كريتر اليوم ستستعيد عافية أماكنها بهذه الخطوة الجميلة، لكن تظل قلعة صيرة وصهاريج الطويلة ومنارة عدن والكنيسة أعلى ربوة كريتر في جبل المنصوري، وغيرها كالسور التاريخي ومدرسة جبل حديد لأبناء الرؤساء والسلاطين وساعة البنجسار، من الأمور التي ينبغي الاهتمام بها سريعاً ودقيقاً، على الأقل لنظهر للزائر والباحث الذي يرتوي بصرياً برؤية هذه الملامح الأخاذة، خاصة وأننا على أبواب(خليجي 20) التظاهرة الرياضية الثقافية التي نرجو أن تضيف شيئاً مهماً للمدينة كما هو لأبين ولحج - إن شاء الله تعالى - وأن نحسن الاستقبال والأداء لهذه الفعالية!. إن ما يحدث اليوم في الشوارع الأخرى، لا يرقى إلى أحياء كريتر، لأنه عمل يتطلب الدقة والسرعة وعدم بعثرة المال العام في أشياء، نحن في حاجة ماسة لهذا المال في تقوية مولدات الكهرباء وترميم المباني بشكل لائق، وليس لمجرد الطلاء وسرعة الأداء الذي قد يكلف كثيراً فيما بعد، وهو ما نتمنى أن يتنبّه له القائمون والمشرفون عليه دائماً . وكل عام وأنتم بخير.