ولد أمير شعراء روسيا، الكسندر بوشكين في المدينة الجميلة موسكو في 6يونيو حزيران عام 1799م من أصول أفريقية. عاش هذا الشاعر الكبير في أسرة من النبلاء المشهورين، غير أن هذا الشاعر وقد رأى أن السلطة والثروة يتقاسمها القيصر والنبلاء، بينما يعيش الشعب حياة البؤس، همه أن يوفر الحياة الراقية المشرفة للطبقة العليا، فإنه انحاز إلى صف الشعب، فسلك مسلكين متوازيين، في إبداعه، إبداع يوقظ الشعب من سباته ويعزمه على أن يتحرر وينهض مدافعاً عن حقه في الحياة، وإبداع يندد بالقيصر والنبلاء معاً، ويصفهم بأنهم مصاصو دماء هذا الشعب الفقير. تعالت أصوات إبداع بوشكين حتى انتهت إلى مسامع القيصر، نيقولا الثالث.. كانت أشعار(بوشكين) مؤثرة في الشعب الروسي، بدأت تنتشر في هشيم الشعب، مشعلة نار التمرد، مقدمة الثورة، ورأى نيقولا القيصر أن يستقطب بوشكين، ويجذبه إلى صفه، ويعيده إلى حياة طبقته من النبلاء، فاستدعاه إلى القصر، بعد أن قدم له أعوانه سيرة ذاتية لبوشكين من أبرز سطورها أنه (بوشكين) يحب فتاة جميلة اسمها(ناتاليا) أبلغه القيصر أنه معجب بشعره جداً، بدليل أنه يحفظ بعضه عن ظاهر قلب، غير أنه يلاحظ عليه ملاحظة نقدية، أنه ترك مساحة كبرى منه للفلاحين، فمالك وحالة الفلاحين؟ قال له بوشكين يامولاي: هم الذين يمدوني بالإلهام الجميل الذي أنت معجب به.. حاول أن يغريه أكثر وهو أنه سيأمر مساعده الأول (بنكندروف) أن يدفع تكاليف الزواج التي حالت دون قرانه بالحبيبة(ناتاليا). سعد بوشكين بهذا القرار فتزوج من حبيبته التي أسعدها أن تزور القصر مع بوشكين بين حين وآخر، ملبية دعوة القيصر نيقولا الثالث. كان بوشكين يضيق من هذه الدعوات المتكررة بسبب وغير سبب، غير أنه يخضع لإلحاح زوجه(ناتاليا) فيذهب مجاملة معها.. لم يستطع القيصر أن يغير من بوشكين، بل هو يجد أن شعره يكاد يحرق امبراطوريته.. وفي حيلة نهائية كان الرأي الحاسم أن يدخل بوشكين في تحد مع واحد من النبلاء، فانطلقت رصاصة في رأسه وكانت الرصاصة شعلة أخرى أشعلت في جسد الامبراطورية الأسطورية.. فمات نيقولا وعاش بوشكين.