تعد الأسرة النواة الأولى للمؤسسات الاجتماعية التي تعنى بتربية الأفراد الذين يتكون من مجموعهم المجتمع، والمرأة تعتبر نصف المجتمع، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، فهي مربية فاعلة أينما كان موقعها في العمل أو الحياة الخاصة، ولها تأثير كبير على من حولها، فعندما تتحمل المرأة مسئولية التربية فإن عليها أن تتحلى بالصفات التي تمكنها من التحكم بزمام أمر الأسرة والمنزل. ولكون وطننا الحبيب يمر في هذه المرحلة بظروف في غاية الصعوبة وهي مواجهة الإرهاب والتخريب من قبل عناصر شاذة، فان للمرأة اليمنية دوراً هاماً في هذه المرحلة والذي لا يقل بأي حال عن دور أخيها الرجل، وذلك من خلال أن تكون كل امرأة أماً صالحة تهتم بأبنائها وتربيتهم التربية السوية الإسلامية الوسطية الواضحة التي تدعو للمحبة والتسامح ونبذ العنف والتطرف والفرقة والتشرذم، وأن تزرع فيهم الإيمان بالله وبالوطن وتنمي فيهم الامتثال والالتزام بالثوابت الوطنية والدستور والقوانين التي ما وضعت إلا لحمايتنا، فهم شباب اليوم ورجال المستقبل، إلى جانب الانتباه إلى أن أهم مظاهر الانحراف الفكري نحو الإرهاب هو الغياب الدائم والمتكرر للشباب من المنزل، وهنا بالتحديد تبرز أهمية دور المرأة بحكم وجودها في المنزل والتصاقها بأسرتها أكثر من الرجل وهي أقرب لملاحظة تصرفات الابن عندما يبدأ في الجنوح لفكر وسلوك التشدد والتطرف ويتجه للعنف لحل أية مشكلة حتى ولو كانت بسيطة قد تحدث داخل المنزل، هنا يجب الانتباه والحذر من استقطابه من قبل تنظيمات إرهابية متشددة كتنظيم القاعدة وغيرها، فهذه المنظمات الشيطانية لا تأتي للشاب لتقول له فجر نفسك في بداية الأمر، وإنما تدخل عليه من مداخل التطرف والتشدد والتكفير خطوة خطوة، وتقوم بعملية غسيل لدماغه وشحنه بالحقد والكره والتكفير حتى يلتصق بهذا التنظيم الإرهابي. كما يأتي دور المرأة في مواجهة الإرهاب من خلال التنبه لولدها عندما يتحدث عن الموت، وحب الموت، وبأن هذه الحياة لا قيمة لها وأنه يرغب بالموت( بحجة الاستشهاد في سبيل الله) وغيرها من الحجج الوهمية التي يملأ بها أصحاب الفكر الضال عقول الشباب حتى لو استدعى الأمر بتفجير نفسه، فهذه إحدى مهام أرباب الفكر القاعدي الضال المنحرف لتصيد شباب هذا الوطن حيث تأخذ أجزاء بسيطة من الشرع الكريم وتحرّفها بتشويه متعمد لتخدم أهدافها الشيطانية وتكون مسوغة لعقول الشباب المراهق للدخول عليهم. هذا ما يوجب على المرأة الانتباه لأولادها قبل أن تقع الكارثة، أما إن كانت تعرف عن ابنها أنه قد التحق بمثل هذه التنظيمات الإرهابية أو أنه غائب لمدة طويلة عن المنزل أو غير ذلك فيجب عليها فوراً إبلاغ الجهات الأمنية، باعتبار أن الدولة أحرص على صلاحهم، لأن هؤلاء الشباب وإن عقوا وطنهم لكنهم يظلون أبناء للوطن، والوطن أولاً وأخيراً مسؤول عن أبنائه حتى لو كانوا منحرفين ومتمردين في حقه. وهذا بعض ما يمكن أن تقدمه كل أم وأخت وزوجة للإسهام في حماية أمن الوطن واستقراره والقضاء على الإرهاب والتخريب، وهو دور كبير جداً لا يستهان به. إذاً لو التزمت كل أم بهذه التنبيهات فسوف تساعد على تنشئة جيل من الشباب والفتيات على مستوى عال من الوعي والإدراك لطبيعة المرحلة التي نعيشها والتي تتطلب وعياً أمنياً عالياً كي نسد الطريق على محترفي الإرهاب بكل أنواعهم لنبني جيلاً يهمه تنمية الوطن الموحد والحفاظ على أمنه واستقراره. [email protected]