مرت سنوات، ونحن نسمع عن مشاريع يختلقها لنا الغرب الإمبريالي الرأسمالي، الذي يسعى لتدجين العالم الإسلامي بما فيها الوطن العربي .. فتارة يأتينا بعنوان (حوار الأديان) وتارة يطلع علينا بعنوان( حوار الحضارات) وثالثة يروج لعنوان آخر هو (حوار الثقافات). والمشكلة أننا في الوطن العربي والإسلامي نصدق الغرب ونذهب وراءه وننشغل بعناوينه ومشاريعه ونقضي زمناً في استيعاب وفهم هذه العناوين.. بينما هو يمرر وينفذ مشاريعه الأخرى والحقيقية في البلاد العربية الإسلامية، المشاريع الاستعمارية بدءاً بسياسة فرق تسد . فهو يشعل حرائق الفتن في كل البلاد، إنه يثير الفتنة داخل البلد الواحد بإثارة النعرات والنزعات العصبية المناطقية والسلالية والعرقية والطائفية والمذهبية وبين الأقطار العربية وبعضها البعض بتقسيمها إلى أفكار متطرفة ومتعصبة وداعمة للإرهاب، وأقطار معتدلة حليفة وتريد السلام (الوهم) وضد الإرهاب بهدف ضرب كل قطر بالآخر، بينما يسعى في نفس الوقت إلى خلق أعداء وهميين للعرب بدلاً عن العدو الحقيقي الإسرائيلي مثل محاولاته إثارة العداء بين العرب وإيران، مستغلاً بعض الخلافات المذهبية والمشكلات بين بعض الأقطار العربية وإيران. والعرب والمسلمون مشغولون في طلاسم الحوارات (الحضارية، والدينية، والثقافية) هذه العناوين التي شغلهم بها الغرب الإمبريالي الصهيوني العنصري. على النظام العربي الإسلامي أن يعلم أن الصراع ليس صراع أديان ولا صراع حضارات ولا صراع ثقافات .. الصراع هو صراع بين ظالم ومظلوم وقاهر ومقهور، وناهب ومنهوب، وطامع ومطموع، وغازي ومغزو، ومحتل واحتلال، ومستعمَر ومستعمِر، وغاصب ومغصوب، ومستقوي ومستضعف . أما الحضارات والديانات والثقافات فإنها تتعاطى وتتعامل فيما بينها إنسانياً «ومن شذ شذ في النار» وهم قلة ترعاهم وتدعمهم وتساندهم وتمولهم الإمبريالية الصهيونية العالمية التي تهدف إلى تدمير العالم وإضعاف الإنسانية من خلال إثارة الفتن المسيحية المسيحية، والفتن الإسلامية المسيحية، والفتن الإسلامية الإسلامية «الفتن المذهبية». إن البشر كلهم إخوة، أبوهم (آدم) وأمهم (حواء) (كلكم لآدام وآدم من تراب) يفترض أن يتعايشوا كإخوة، يتعاونوا على البر والتقوى والسلام والعدل والخير والمحبة والرخاء والرفاهية والأمن والاستقرار مع احترام المعتقدات وثقافة بعضهم بعضاً دون مساس برموز وعقائد بعضهم ولا حاجة للحوار إلا في المصالح الإنسانية.