الصورة المعبرة عن كرم الضيافة العربية الأصيلة لم تكن غريبة على اليمن وأهله على الإطلاق، والذين جالسوا اليمنيين وعرفوا شمائلهم ونبل أخلاقهم لا يمكن أن يترددوا في زيارة اليمن، وقد بادر الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى الترحيب شخصياً بزوار اليمن أثناء تفقده لمشاريع الإيواء العملاقة ذات الخمسة النجوم، حيث كان حفظه الله حريصاً على الاطمئنان بنفسه على راحة الضيوف ومستوى إنجاز المنشآت الخاصة بدورة الخليج العربي العشرين، والأكثر من ذلك والأبلغ والأعظم من كل ذلك، أن الأخ الرئيس لم يزر مرفقاً إلا وكان حريصاً على مصافحة ضيوف اليمن الذين بدأوا بالتوافد على أرض الجنتين والسؤال عن مستوى الخدمات وحسن التعامل، وقد لا أكون مبالغاً إن قلت إن هذه اللفتات الإنسانية والأخوية والحميمية من الأخ الرئيس كانت من أعظم الرسائل ذات الأثر الأكبر في نفوس الضيوف، لأنهم وجدوا رجل المهمات الصعبة والتحديات الكبرى أمامهم يبادلهم التهاني ويرحب بهم على ثرى الوطن الغالي. إننا مطالبون جميعاً بأن نعكس الصورة الحضارية الرائعة لبلادنا، ولا يجوز التخاذل أو التواكل في أداء هذه المهمة الوطنية، وينبغي أن يكون الجميع في حالة استنفار تام للإسهام الإيجابي في هذا الحدث الاستثنائي الكبير، ولنبرهن للعالم بأسره بأن اليمن جدير بهذه الاستضافة، وجدير باستضافات جديدة على مستوى أوسع لنقول للعالم: هذه هي اليمن كما قرأتم عنها في سفر التاريخ وهذه هي اليمن التي حباها الله سبحانه وتعالى بأعظم الذكر في الكتب السماوية. ولئن كان حرص الأخ الرئيس على سمعة الوطن قد بدى من خلال تلك الزيارات والتطمينات والرسائل العفوية التي انطلقت من اليمن صوب الأشقاء والأصدقاء في كل مكان، فإن الواجب الوطني المقدس يحتم على الكافة بذل المزيد من الجهود في سبيل إنجاح هذه الاستضافة الأخوية الحميمية من أجل المزيد من التقارب والتآلف والتكافل والتضامن بين الإخوة الأشقاء في خليجنا العربي ويمن الكل وموطن المحبة والتسامح فأهلاً وسهلاً بالقادمين وعلى الرحب والسعة، ونرجو من العلي القدير أن يحفظ اليمن من كل مكروه, إنه على كل شيء قدير.