تشكل الفضائيات العربية جزءًا أساسياً وهاماً من مكونات النسيج الثقافي والاجتماعي للمجتمع العربي والإسلامي، تؤثر وتتفاعل في الوجدان ومفاهيم القيم، خاصة في صفوف الشباب والناشئة، فالأغلبية العظمى مما تبثه شاشات القنوات الفضائية العربية تتصف بالشكلية على حساب المضمون الثقافي، بيد أن السطحية عامل رئيس في برامج ومواد الفضائيات. إن أمام الفضائيات العربية مهمات على درجة كبيرة لابد أن تؤديه في الوعي للشخصية العربية وتقديم مواد وبرامج تسهم بتأثير قوي في صنع عقول الشباب والمشاهدين بالولاء والانتماء الوطني، فينبغي هنا تكثيف البرامج التوعوية في المجالات الثقافية والإعلامية والتاريخية وغيرها، بالإضافة إلى العمل على وضع منظومة إعلامية عربية تكرس القيم الإنسانية المشتركة. وما يهمنا هنا الإشارة إلى أهمية ما تمثله الفضائيات العربية من إنشاء منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي والتأثير المباشر على العقل العربي في الظروف الراهنة والتحديات الحساسة والأزمات الاقتصادية والمالية وتحقيق قدر أكبر من الطموح للوصول إلى مستوى متقدم ثقافياً وفكرياً على الساحة العربية بهدف الرد على التخرصات الحاقدة والمسمومة ضد الأمة، وبما يخلق حالة من الوعي بطبيعة الأشياء والحقائق والارتقاء بفاعلية الشباب والجماهير في رفد خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإثراء البرامج بأبرز الإنتاج الفكري والثقافي والعلمي، ونقد السلبيات في الذهنية العربية وتقديم برامج مضادة للبرامج السطحية المبتذلة وإعلاء قمة التفكير النقدي لجميع رموز النخب الثقافية والعلمية العربية، وخلق مناخ من الحوار والتفاعل البناء بما يسهم في تغذية عقول المشاهدين بالعميق من الأفكار والحقائق. إن المؤسسات الإعلامية العربية مطالبة بترسيخ مضامين الرسالة الإعلامية وأسس الإعلام المسئول بما يحقق التجويد المأمول في طبيعة العمل الإعلامي وخلق بيئة ملائمة خاصة مع التقدم الهائل وتكنولوجيا الاتصالات وزيادة القدرة على فهم طبيعة الرسالة الإعلامية الحقيقية ضد مظاهر السلبية والسطحية والفتور الإعلامي وضد السلبي من الأفكار وضد التخلف كأداة أساسية من أسس محو الأمية الثقافية والإعلامية، والأهم من ذلك كأساس للتنمية البشرية والتعامل مع ذهنية المشاهد، وما يقتضي الارتقاء بمستوى الثقافة والتعليم وتوفير عوامل الجذب الإعلامي للجماهير ومشاركتهم في خطط التنمية.