عندما تم اختيار بلادنا لاستضافة بطولة كرة القدم (خليجي 20) شكك البعض بقدرات اليمن في استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير من حيث تجهيز المنشآت الرياضية والإيوائية والإعداد والتنظيم والأمن وراهن المراهنون على الفشل في حال تم استضافة البطولة، ولكن بفضل الله أولاً وإرادة القيادة السياسية الحكيمة ثانياً خابت ظنون المشككين وخسر المراهنون رهانهم .. فقد تم احتضان البطولة وأقيمت في وقتها المحدد للفترة من ال22 من فبراير المنصرم وحتى الخامس من ديسمبر الجاري وشهد الأشقاء والأصدقاء بحسن الإعداد والتنظيم والأجواء الآمنة التي جرت فيها وبالحضور الجماهيري غير المسبوق وأشادوا جميعاً بالنجاح الكبير الذي حققته بلادنا في تنظيم البطولة لأول مرة وهو النجاح الذي أخرس ألسنة الحاقدين والمشككين وعكس النظرة الخاطئة التي كانت في أذهان الأشقاء وحتى الأصدقاء عن اليمن. بعد هذا النجاح الذي حققته بلادنا في استضافة البطولة الكروية الجميع يتساءل: ماذا بعد (خليجي 20)؟ ، هل سيتوقف الحال عند هذا النجاح الذي يعود الفضل في تحقيقه بعد الله سبحانه وتعالى لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية, الذي أشرف على عملية الإعداد والتحضير والتنظيم وتابع بنفسه كافة الأعمال منذ لحظة بدء الاستعدادات سواء الأعمال الإنشائية للمنشآت الرياضية والإيوائية الجديدة أو إعادة تأهيل الموجودة ومروراً بالإعداد والتحضير وخلال أيام البطولة منذ انطلاقتها وحتى اختتامها.. وهل سنظل نتغنى به وكفى, أم أنه سيكون بمثابة نقطة انطلاق نحو تحقيق نجاحات أخرى في مجالات عدة مثل القضاء على الاختلالات الأمنية وفرض هيبة الدولة والنظام والقانون والقضاء على كافة أوجه الفساد وفي مقدمتها الرشوة والوساطة والمحسوبية والممارسات والسلوكيات الخاطئة في كافة مرافق الدولة وجعل النظام والقانون سيد الجميع دون استثناء؟ هل سيتم إعادة النظر في وضع الرياضة بشكل عام والمنتخب الوطني لكرة القدم بشكل خاص؟.. وهل سيتم الاستفادة من النجاحات التي تحققت في بطولة (خليجي 20) فيتم تعزيزها والاستفادة من الأخطاء التي حدثت فيتم تصحيحها وتجاوزها.. وهل ستكون هناك محاسبة على الأخطاء التي ارتكبت والاخفاقات التي لم تكن متوقعة لمنتخبنا الوطني الذي خيب آمالنا بمستوى أدائه الهزيل.. وهل سيتم تحديد الأسباب ومصدرها ومن ثم سيتم اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة بعيداً عن المحاباة والمحسوبية؟ هل سيتم الحفاظ على المنشآت الرياضية والإيوائية واللمسات الجمالية التي تم تنفيذها في محافظة عدن ومدينة زنجبار بمحافظة أبين وإجراء الصيانة الدورية لها كل عام على الأقل أم أنها ستهمل وستصبح بعد سنوات قليلة مجرد أطلال تذكرنا أنه تم في العام 2010م إقامة بطولة (خليجي 20) لأول مرة في اليمن؟ هل سنستفيد من نجاح (خليجي 20) في جذب رأس المال الخليجي لإقامة مشاريع استثمارية في بلادنا خصوصاً بعد أن اتضحت الصورة جليةً أن ما كان يردده الحاقدون والمتآمرون ويصوره الإعلام عن الأوضاع في اليمن ما هو إلا إشاعات وتضليل وتشويه للحقائق والوقائع التي تكشفت بكل وضوح لدى الأشقاء الذين تشرفنا باستضافتهم خلال البطولة ..وهل سنحافظ على هذه الصورة الجميلة التي انطبعت في أذهان الأشقاء..؟ جميع هذه الأسئلة حول ماذا بعد النجاح الذي حققناه في استضافة (خليجي 20) نضعها على طاولة الجهات المعنية، متمنين أن نلمس الإجابة عليها حقائق تترجم في الواقع العملي. [email protected]