ماذا يريد تحالف الأحزاب المعارض المسمى (مشترك) لكي يدخل الانتخابات النيابية القادمة؟!, فمن خلال متابعتي لكل الأحداث السابقة والحالية والحديث الطويل عمّا يسمى "الحوار الوطني" ثم تأجيل الانتخابات ثم الحوار حتى إن الشعب أجمعه سئم هذا الموال الطويل والذي كلما تقرب الحزب الحاكم خطوة وقدّم تنازلات من أجل الوطن، بعد الإخوة في المشترك واختلقوا مطالب أخرى ظناً منهم أن الحزب الحاكم ما يقوم بهذه الإجراءات إلا ضعفاً من نفسة، متناسين أن كل هذا ليس إلا حباً للوطن وتواصلاً للإنجازات التي تُحسب للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح. وكلما قال المؤتمر تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم؛ تجد المشترك يصدّون وهم معرضون, وكلما يفتح المؤتمر أبوابه للتقرب والتقارب رأيت المشترك يلوون رؤوسهم ويصدون وهم مستكبرون. ليدرك المشترك أن الشعب ليس ملكاً لهم، فالشعب منذ فجر الوحدة المباركة هو ملك نفسه ويحكم نفسه بنفسه، وكل من أراد أن يحكم هذا الشعب الأبي القوي العزيز عليه أن ينال رضا وقبول الشعب وليس أن يتآمر أو يراوغ على الإطلاق . مجلس النواب تم اختياره منذ أكثر من 9 أعوام بإرادة شعبية وتجربة ديمقراطية مشرقة وإجراءات شفافة ونزيهة وبلا أدنى شك، ومنها تشكلت الحكومة ولا شيء للمعارضة لأنها معارضة ولم تنل إلا الحيز القليل من ثقة الشعب، فلماذا نحاول تغليب المصلحة الضيقة على المصلحة الوطنية؟! في أي فقه ديني أو منطق دنيوي أو فكر فلسفي أو رؤية تقبل بهذا المنطق يا أبناء المعارضة؟!. وتم تأجيل الانتخابات وفق رغبة منكم، ولم يتمكن الشعب من أن يمارس حقاً من حقوقه، والأسباب يعلمها الله وأنتم فقط، وأنا أظن - وبعض الظن من الفطنة - أن الأسباب واضحة وجلية وضوح الشمس الدافئة، وليست شمسكم الكاذبة أن السبب هو محافظتكم على مقاعدكم المتوفرة حالياً في مجلس النواب أكثر وقت ممكن لتأكدكم الكبير أنكم لن تحصلوا على أكثر مما حصلتم عليه، فأنتم والفشل وجهان لعملة واحدة اسمها "الفشل والفشل". هذا ليس محض الصدفة أو تخطيط انتخابي خاطىء أو كبوة جواد أو أو أو.. بل إنه مكتسب على مر العصر الديمقراطي اليمني منذ البداية، فمنذ أكثر من 4 دورات انتخابية نيابية ودورتين انتخابيتين رئاسيتين ودورتين محليتين بما يعني 8 دورات انتخابية وأنتم الفاشلون، والسبب لهذا الفشل هو عدم قدرتكم على الحصول على رضا الشعب اليمني الأبي العظيم, لأن الشعب قد أدرك زيف ادعاءاتكم، والسبب الآخر لتخوفكم من خوض المعمعة الانتخابية هو الخلاف الشديد والكبير والواسع بين الأحزاب المؤتلفة في المشترك الذي بالتأكيد سيفرض كلمته بينكم عندما تبدأون تقسيم الدوائر الانتخابية بينكم وتحديد مرشيحكم. فالإصلاح يريد أن يستحوذ على الدوائر الأكثر والأكثر ضماناً للنجاح، والاشتراكي يريد أكثر من هذا، وأيضاً أن يعيد أيامه الغبراء السابقة على حساب الإصلاح، وفوق ظهر المشترك، وبقية الأحزاب تريد أن تحقق لها وجوداً بعدما عجزت عن ذلك منفردة وهلم جرا. فهذه أسباب كثيرة وواقعية لتخوفكم من خوض الانتخابات وتتحججون بالمؤتمر الذي لا ذنب له في مآسيكم ومشاكلكم وتخبطاتكم وتقولون الحوار واللجنة الانتخابية وغير ذلك من عشوائية الطرح والتفاوض مع الآخر, وتريدون من جانب آخر أن تحققوا مكاسب سهلة للوصول إلى السلطة بكل يسر وسهولة ومن خلال الحوار وتمنوا أنفسكم أن يقول لكم المؤتمر (نعم) بعد أن قال لكم الشعب (لا) لتكسبوا منجزاً عجزتم أن تنالوه من الشارع اليمني. ولكل المراقبين والمحللين يتضح أن هذه الأسباب كافية جداً لتجعلكم دائم التهرب من الانتخابات والتذمر من تفاوضكم مع الحاكم، وتنقلوا هذه المآسي الشخصية إلى الشارع بعد أن تشكلوها وتعجنوها وتخبزوها كيفما شئتم وتخاطبوا الشارع اليمني بلهجة اليتم والمسكنة والحنية بأنكم مظلمون، وأن الحاكم رافض كل أساليب التفاهم والحوار، وأنتم أنفسكم من ترفضون هذا مجسدين المثل اليمني العامي: (ضربني وبكى، وسبقني واشتكى). ومع ذلك فالشارع اليمني يعلم تمام العلم ما تفكرون به وما تهدفون إليه، ويعلم كل ما يجري، فلن تنطلي عليه هذه الأحاديث والتباكي والصياح والشكوى.