وأنا استمع إلى الأغنية الوطنية الشهيرة «رددي أيتها الدنيا نشيدي» والتي مثلت العديد من أبياتها النشيد الوطني للجمهورية اليمنية, أحسست بقوة كلماتها وعمق معانيها الوطنية ومدى حاجتنا إلى فهمها وإدراك مضامينها وتجسيدها في سلوكنا الوطني وتفاعلنا مع مختلف القضايا والتحديات التي تواجه وطننا اليوم وتعاملنا مع كل من يتربص بأمن ووحدة هذا الوطن, أو يسعى إلى تشويه وتدمير منجزاته والعودة بهذا الوطن إلى الوراء سواء إلى عهود الكهنوت والإمامة والتخلف ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة1962م أو إلى عهود الفرقة والشتات ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990م. فكل المتربصين بوحدة وأمن الوطن والحالمين بعودة عجلة التقدم والتنمية والوحدة الوطنية والديمقراطية إلى الوراء ليسوا منا نحن أبناء هذا الوطن الغالي المحبين له والعاشقين لترابه والحريصين على وحدته وأمنه واستقراره وإن كانوا ينتمون إلى هذا الوطن بالبطاقة الشخصية أو العائلية. وكل من يسعى إلى نشر الفرقة والخلاف بين أبناء وطننا الواحد ويدعو إلى الردة والانفصال يجب أن نقف ضده ونواجهه بمختلف الوسائل لأنه ليس منا أبداً من فرقا. فوحدتنا هي عزتنا ومصدر قوتنا وتفوقنا على أعدائنا .هي النشيد الرائع الذي يملأ نفوسنا وتعزفه أوتار قلوبنا كل يوم لتنبض بالحياة وتغذي خلايا أجسامنا بحب الوطن والحرص على وحدته وتقدمه وأمنه واستقراره ولن نسمح لأي كان أن يمس وحدتنا بسوء ولن يتمكن أحد من أن ينزع من قلوبنا حب الوطن أو يزرع في نفوسنا بذور الفرقة والشتات، لأن نبض قلوبنا أصبح وسوف يظل يمنياً وحدوياً ولن ترى هذه الدنيا على أرضنا الطاهرة أي حاقد أو خائن أو عميل أو وصياً. ووحدتنا ستظل بعون الله أبدية، لأنها صيغت بأيدي الحكماء وتحققت بسواعد الشرفاء وتعمدت بدماء الشهداء فأصبحت بذلك أبدية مادامت الأرض وبقيت السماء , ولأنها كذلك فلن يضرها سم الأفاعي ولا أنياب الذئاب ولا نعيق الغربان . فالوحدة قطار لن يتوقف سيره فعرباته تحمل هذا الشعب العظيم وعجلاته تسير على قضبان التطوير والتعمير والتغيير وحارسها هو العلي القدير جل شأنه , جعل الوحدة خيارنا والتوحد قدرنا والالتئام سبيلنا ونفضنا بالوحدة رق الفرقة وعبودية التشطير وعرفنا من خلالها معنى العزة بعد الذلة ومعنى الأمن بعد الخوف ومعنى القوة بعد الضعف ومعنى الوئام بعد الانقسام . ووحدتنا أبدية لن يشوّه جمالها الفاسدون فمآلهم حتماً إلى زوال ومآل الوحدة إلى البقاء ما دامت الأرض وبقيت السماء . وكل من يحاول أن يصبّ نار الفتنة والتخريب على أزهار منجزاتنا الديمقراطية والوحدوية المثمرة كي يحرقها ويدمرها يجب أن نقف بحزم ضده ونمنعه من إشعال نيرانه ونشر أفكاره الخبيثة بيننا وفي أرضننا، لأنه ليس منا أبداً من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقا .. تحية لكل شهيد ضحى من أجل اليمن ووحدة اليمن وأروى بدمه الطاهر تربة هذه الأرض الطيبة فأنبتت جيلاً رشيداً لا ولن يضل أو يتخاذل عن نصرة وطنه والحفاظ على وحدته الغالية، فكل صخرة وذرة رمل في جنوب أو شمال هذا الوطن الغالي هي ملك كل أبنائه وليست ملكاً لأحد. وستبقى على مدى الأيام والسنين أخلاقنا زاهية لن تخلقا وسيبقى وجهك المشرق يا وطني الغالي بالضوء والنور دوماً مشرقاً. وسيبقى أي جاحد أو خائن أو متربص لأمن ووحدة هذا الوطن على أرضه عدماً لن يُخلقا. * أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز [email protected]