من أعجب الكشوفات الحالية أن بناء الأهرامات ليس عملاً مستقلاً في مصر، فقد كشفت الأهرامات في كل الأرض ابتداء من اليابان حتى البيرو. والسؤال الذي يطرح نفسه ما معنى الأهرام ولماذا تم اختيار هذا الشكل بالذات؟ وهل كانت مدافن فقط؟ أم أماكن عبادة؟ أم مراكز فلكية؟ أو خزانة كنوز ملكية؟ أو كل هذا مجتمعاً..؟ واليوم نعرف أن أول محاولة لبناء الأهرام في مصر تمت قبل حوالي 4700 سنة من الآن وكانت في زمن الفرعون زوسر، ولكنها كانت محاولة متواضعة وفي هرم لا يلفت النظر كثيرا وليس فيه ذلك الأداء الهندسي المتميز. والذي بدأ حملة بناء الأهرامات على شكل بديع هم ملوك الأسرة الرابعة، وابتدأ بناء أول هرم في عصر الفرعون سنوفرو وقد بدأ في بناء هرم مال للتصدع فحاول أن يصلحه بفلطحة الرأس والامتداد فظهر وكأنه بناء يخشى السقوط، ثم بنى بعده آخر بزاوية ميل مختلفة. ولكن عمالقة الأهرامات الفعليين هم أولاد سنوفر خوفو وأخوه منقرع، حيث أقاموا أهرامات مدهشة بزوايا مدروسة تماما وكأنها مسطرة بالليزر. وتذكر الرواية أن خوفو درس الهرم أو بالأحرى مهندسه العبقري امنحوتب لمدة عشر سنوات ثم اشتغلوا في بنائه عشرين سنة وسيبقى إلى خمسة ملايين من السنين؟ وهو بناء يضم ملايين الأحجار قدت بدون أدوات صلبة مثل الحديد، بل بطرق الحجر على الحجر وحملت بدون عربات وخيل بل بعضلات البشر تزحف على أعمدة الخشب وتجر بالحبال. وظاهرة الأهرامات وجدت في سردينيا، وكذلك في غابات المكسيك مختبئة بين الأشجار الكثيفة، وكذلك في البيرو، وكان أعجبها ما عثر عليه في عمق المياه جنوباليابان، في صخور وأدراج مقطوعة بشكل هندسي رشيق تعود لفترة 12 ألف سنة، وهو السؤال الذي يطرح نفسه هل كل هذا نشأ من حضارة أصلية انتشرت في الأرض وبدأت قبل 12 ألف سنة؟ أو أن هناك كائنات خارج أرضية بدأت الرحلة أو أن ما حدث في مصر مثلا انتقل للأمريكيتين. ولكن السؤال يفتح سؤالاً آخر وهي كيف تمكن الفراعنة من الذهاب لأمريكا بزوارق بدائية نسبيا؟ من أجل هذا قام هاوي بريطاني هو تور هايردال عام 1969 بالتجربة في استحداث زورق فرعوني والانطلاق به من مصر إلى جبل طارق ومنه إلى أمريكا وقد غرق زورقه بعد رحلة 2600 ميل قريبا من أمريكاالجنوبية وفي عام 1970 أعاد التجربة وأبحر لمسافة 3000 ميل ووصل. ثم قام عالم الآثار الألماني غاتنبرج بتطوير جهاز مثل الباثفايندر بطول عشرين سنتمتراً يمشي بالريموت كونترول في الممرات السرية للهرم ومن أعجب الأشياء أنهم اكتشفوا ممراً جديداً ينسد بباب مختوم بالحديد؟ والجهد الآن يتحرك باتجاه اكتشاف ماهو مختبئ خلف الجدار فلعله سر هرم خوفو الأخير. «وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين».