الظروف التي يمر بها الوطن والتي ألقت بظلالها على حياة الناس المعيشية وانعكست سلباً في الحياة العامة خلال العامين الماضيين جعلت ما يسمى بأحزاب المشترك يستثمرونها ويحولونها إلى مادة دسمة تتصدر خطاباتهم الإعلامية وتصريحاتهم الصحفية وصحفهم ومواقعهم الإلكترونية بهدف التآمر والانقلاب على الشرعية الدستورية للوصول إلى السلطة متحججين بما وصفوه عدم الاذعان للحوار الوطني لمناقشة مجمل الأوضاع وحل كافة المشاكل العالقة والخروج بما يحفظ للوطن وحدته وأمنه واستقراره ويدير عجلة التنمية، وظل هؤلاء يعزفون على هذا الوتر الذي اسهمت الأوضاع في جعله مربط فرس وبيت قصيد ليكون هو اللغة والخطاب ومبرر لكل الأعمال الخارجة عن القانون ومبرر لرفع السلاح في وجه الدولة وذريعة للمساس بالثوابت الوطنية التي جاءت ثمرة كفاح طويل ونضال مرير لأبناء هذا الشعب وظلوا يعزفون على هذا الوتر النشاز لدغدغة عواطف الناس واستمالتهم حتى كاد الجميع يصدق حفنة التآمر المشترك وشركه ويلتف حول ضلالهم. لكن سرعان ما أدركت القيادة السياسية الحكيمة خطورة ما تخطط له عصبة المشترك وسوء عواقبه وهي التي كانت تنظر إلى أن المطالبة بالحوار ليس إلا نتاجاً طبيعياً لعدم تسليم عصبة الافك المشترك بنتائج الانتخابات الرئاسية التي حسمتها الصناديق وأظهرت له حجم وحقيقة تواجده على الساحة اليمنية وهو ما أصاب«الخُبرة» في مقتل وخيبة أمل بعد مراهناتهم القائمة على وهم حصد كل الأصوات، إلا أن القيادة السياسية آثرت المصلحة الوطنية العليا قطعاً لدابر الفتنة وسداً للذرائع التي لا تخدم سوى أعداء اليمن في الداخل والخارج وبحكمة ابن اليمن البار الرئيس علي عبدالله صالح، رجل المواقف الصعبة، كاسر الحواجز، باني نهضة اليمن الحديث المعاصر أعلن دعوته لكافة القوى السياسية للجلوس على طاولة الحوار وهو الأمر الذي جعل عصبة المشترك التآمري والمزايدين يستشعرون الفشل لمخططاتهم التآمرية لما مثلته استجابة القيادة السياسية ودعوة الأخ الرئيس للحوار من إحراق لوترهم العازف على سيمفونية التآمر وإحراق لورقتهم السياسية التي ظلوا يستخدمونها كقميص عثمان فما أن سمعوا دعوة الحق ولّوا مستكبرين كأن لم يسمعوها ليجمعوا كيدهم ومكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، يوحي بعضهم لبعض زخرف القول غرورا فبدأوا ينفثون سمومهم وضلالهم شرقاً وغرباً بدءاً بالتقليل من شأن ذلك الحوار وعدم أهميته وجدواه بعلل واهية أوهى من بيوت العنكبوت لا يقوم عليها حق ولا يلزم لصاحبها طلب لعدم وجاهتها لأنها ليست الاسبيلاً للهرب من الجلوس على طاولة الحوار. وإلا فماذا يعني عدم الجلوس تحت قبة مجلس الشورى وهو المجلس الذي يضم حكماء وعقلاء ومشايخ وأعيان ومثقفي وسياسيي هذا الوطن أليس مجلساً يضم المرجعيات لهذا الوطن من الذين لا يخافون في كلمة الحق لومة لائم؟ ... إلخ. فمنهم من جحد الحوار ومنهم من قلّل من شأنه ومنهم من تنبأ بنتائجه ومنهم من حكم عليه مسبقاً.. وكعادته فخامة الأخ الرئيس وبالصدر الرحب رغم إدراكه بأن المسألة ليست إلا تلكؤاً ممن يدعون زوراً الوطنية بقناعات مزيفة بادر إلى رأب الصدع وأكد رعايته الشخصية للحوار وحينها وبعد أن تم سد هذه الذريعة وهو يرى مالايراه الآخرون لاحت أمامه بوادر مؤامرة خطيرة تحاك ضد هذا الوطن أرضاً وإنساناً خصوصاً أن قيادة المشترك قد ولّت فراراً من الحوار ليختلقوا عوائق أخرى وذلك بإملاء شروط مسبقة منها ما أطلقوا عليها وصف (توسيع دائرة الحوار) لتشمل المتمردين في صعدة في الوقت الذي كانت فيه دماء الشهداء من أبناء قواتنا المسلحة والأمن وكذلك من المدنيين العزل لم تجف بعد وكذلك مأساة النازحين كل ذلك كان نصب الأعين ولكنها لا تعمى الأبصار إنما تعمى القلوب التي في الصدور ولطول بال القائد الفذ الرئيس علي عبدالله صالح سلّم بذلك الشرط - وهو توسيع دائرة الحوار - رغم الرفض الشعبي لذلك ليجد متأبلسو المشترك أنفسهم أمام مأزق آخر ليتقدموا بشروط أخرى تمثلت في دخول بعض النفر من الموتورين المأجورين القائمين بالتحريض على قتل وسفك دماء أبنائنا واخواننا في بعض مناطق المحافظات الجنوبية من الوطن اليمني وقطع الطريق ورفع الشعارات الانفصالية وإخافة السبيل ورفع أعلام دولة أجنبية ونشر ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، والمناطقية والشللية وتفجير المصالح العامة وهم من يسمون بقيادات الحراك وعلى الرغم من أن هؤلاء مرتكبي أعمال إجرامية يجرّمها الدستور والقانون إلا ان سعة صدر القائد علي عبدالله صالح غضت الطرف عن ذلك حرصاً منه على إتمام الحوار وهو الأمر الذي جعل ما يسمى بسرطانات المشترك يفقدون جادة الصواب ويفقدون التوازن وهم يرون مرونة القيادة السياسية باستيعاب ما كان في نظرهم سيجعل الحوار مستحيلاً في حين استوعبته سماحة القائد مفوتاً عليهم كل الأعذار.. فأبدى أبالسة المشترك سوأتهم بموقفهم، موقف المستميت بالحيلولة دون إتمام أي حوار لأسباب قريبة وبعيدة لا أحب ذكر القبيح منها صوناً لماء وجه بعض ممن يدعون أنهم وحدهم الحريصون على مصلحة هذا الوطن دون سواهم مع ان ظاهرهم اللؤم والخبث والتآمر وباطنهم الكسب الرخيص والارتزاق والمتاجرة. ولا شك أن البعض وهو يتناول ما أشرت إليه يتساءل: ما مصلحة المشترك من عرقلة الحوار وهم من ينادون به ويتباكون عليه منذ سنوات يزايدون في كل المحافل بأن أمن الوطن واستقراره والتنمية معقودة على جلوس الجميع على طاولة حوار مع كافة فرقاء العمل السياسي. *عضو الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير