ما يحدث في الطرقات وبالذات الطويلة, التي تربط بين المحافظات يمكننا أن نصفه بالإرهاب المروري, فأغلب من يقود المركبات بدون رخصة, أي بدون تدريب علمي صحيح للقيادة وكيفية التعامل مع المركبات ومع الطريق, بل هو التهور أو في المصطلح الشعبي “السماخة والدعممة” من السائق!! فصغار السن يقودون وضعاف النظر أو السمع وكل هذا يؤدي إلى الحوادث والتي تتزايد عاماً بعد آخر؟؟ وهنا أضع التساؤل أمام إدارة المرور, هل سيتم سحب رخص المخالفين والمتهورين, ويتم إيقافهم لمدة معينة لاستكمال التأهيل والتدريب, أو يكون سحب الرخصة بصورة نهائية مع أصحاب الحوادث الخطرة, والتي يقتل فيها ماراً أو ركاباً, أما التساهل في هذا الموضوع فهو الكارثة. مع أننا لا نسمع بسحب الرخص والمنع من القيادة في حالات الحوادث والمخالفات الجسيمة، والأمر الآخر هل مدرسة تعليم القيادة ملتزمة بالتعليم المنهجي الصارم والدقيق قبل منح الرخصة وبدون تساهل, لأن أرواح الناس بيد هذا السائق أو ذاك ممن يحصلون على شهادة اجتياز تعليم القيادة. ما وضع طرقنا هل هي مطابقة للمواصفات المرورية من حيث التقاطعات والشوارع الفرعية المؤدية إلى الشوارع الرئيسية، وهل الأسفلت متوافق مع طبيعة المناطق الحارة أو الباردة أو الأمطار ووضوح الرؤية وكذلك الإشارات المرورية، وهل نفكر بتركيب كاميرات للمراقبة كما يفعل العالم الآن؟؟ فالواجب هو الأمر بتركيب كاميرات في مختلف الشوارع وبالذات الخطوط الطويلة, وكذلك التركيز على أسباب الحوادث ودراستها من حيث نوعية المركبات التي تحدث بسببها الحوادث, ومعرفة أسباب ذلك, هل هي عيوب فنية في المركبات أم عيوب تأهيل وتدريب للسائقين أم طبيعة الطرق التي تحدث فيها الحوادث لتلافي العيوب وصولاً إلى تخفيض نسبة الحوادث؟ فهل الخطة المرورية عام 2011 تنص على تقليل الحوادث؟. وأخيراً لماذا لا يتم إصدار تشريعات صارمة تجرم السرعة الزائدة وتجعلها من الجرائم الجسيمة؛ وذلك لما تسببه من إراقة للدماء التي حرمها الله، وأين دور الوسائل الإعلامية في إبراز ضحايا الحوادث وبالصور الحية والمتكررة يومياً في القنوات التلفزيونية والصحف حتى نصل إلى خلق ثقافة مرورية صحيحة بعيداً عن الإرهاب المروري الحاصل حالياً من السائقين المتهورين والطائشين.. ثقافة مرورية تقوم على ضرورة احترام السائقين لحياتهم وحياة الآخرين.