كان مرور الأمس قوياً حازماً, لدرجة الاستفزاز في تنفيذه لقوانين المرور والإرشادات العامة, ومرور اليوم متساهل ضعيف, لايقوى على شيء ليصل لدرجة الإهمال والعجز الكامل في تنظيم حركة المرور, أو تنفيذ القوانين المرورية السارية في وقت تشهد فيه العاصمة صنعاء وعموم المحافظات ازدحاماً في المركبات والآليات أينما وليت وجهك وجدت ازدحاماً مرورياً خانقاً, شبه يومي في معظم شوارعنا الرئيسية. - والمتتبع للحوادث المرورية في بلادنا سيذهل من تلك الأرقام الفلكية المخيفة للحوادث المرورية حيث وصلت تلك الأرقام إلى 23.679 قتيلاً وإصابات مختلفة بين جسيمة وطفيفة بلغت حوالي 141.297 مصاباً خلال(9) أعوام فقط من عام 2002م- حتى عام 2010م. - الحقيقة المرة ومايحز في النفس هو تلك الأرواح البريئة التي فقدناها في مختلف الطرقات لأسباب متعددة ومختلفة منها التساهل في صرف رخص السياقة والطرقات وانعدام الإشارات المرورية بها, وتهور بعض السائقين, السرعة الجنونية, وانعدام صيانة الآليات وتخاذل بعض رجال المرور في ضبط المخالفين للوائح والقوانين المرورية. - في مختلف أقطار العالم لاتصرف(رخص السياقة) إلا بعد أن يجتاز طالب هذه الرخصة سلسلة معقدة من الاختبارات المرورية والتي الهدف منها أولاً السلامة له ولمرتادي الطرق ولانريد أن نسترسل هنا كثيراً عن بديهيات يدركها كل مواطن عن خطورة صرف(رخص السياقة) دون المرور بالإجراءات النظامية في صرف مثل هذه الرخص أو التساهل غير المنطقي في صرفها أو صرفها لأطفال لم يتجاوزوا السن القانونية لقيادة السيارات أو التساهل اللامعقول في مخالفات مرورية قاتلة يرتكبها سائق أحمق متهور لايدري خطورة قطع إشارة مرور أو تجاوز في منعطف خطير أو السياقة بسرعة جنونية, إن كل ذلك إلى جانب تقصير وزارة الأشغال العامة وفروعها في بعض المحافظات في تجديد الإشارات المرورية الضوئية والأرضية تعد من أبرز الأسباب لارتفاع الحوادث المرورية في بلادنا لتصل لهذه الأرقام الفلكية المخيفة. - يصل إلى مسامعنا بين الحين والآخر ماتسفر عنه تلك الحوادث المفجعة والمخيفة التي يذهب ضحيتها في الغالب أناس أبرياء وربما (أسرة بكاملها ) بسبب تصرف أرعن من سائق متهور أو شاب طائش لا يعطي لحياته وحياة الآخرين أي قدر من الأهمية والسلامة. إننا لا نريد هذا التساهل من رجال المرور في تنفيذ وتطبيق الأنظمة والقوانين واللوائح المرورية، هذا التساهل ببساطة ينجم عنه ارتفاع في معدلات الحوادث المرورية، والمزيد من إزهاق أرواح بريئة في العاصمة وفي مختلف المحافظات. ولن أتحدث عن الدور المشهود لرجال المرور في مختلف الطرقات فهذا الدور يشكرون عليه، ولكننا نطالبهم بالمزيد من التفاني والإخلاص الذي يفضي إلى انحسار الحوادث المرورية خلال هذا العام وهذا سيعيد لنا توازننا الروحي، وهدوء البال، ويمنحنا شعوراً بتلاشي حالات القلق والانفعال. والله من وراء القصد. [email protected]