الإحصاءات التي تعلنها وزارة الداخلية وبشكل دوري عبر الإدارة العامة للمرور أو فروعها في مختلف المحافظات عن الحوادث المرورية في الخطوط الطويلة التي تربط عواصم المحافظات والتي تتزايد شهراً عن شهر وعاماً بعد عام قد جعلتنا نعيش الخوف والرعب الذي تسببه هذه الحوادث والتي تتسبب في إزهاق المئات بل آلاف الأرواح بالإضافة إلى الآلاف من المعوقين ومئات الملايين من الخسائر التي تذهب جراء ذلك، هذه الحوادث الخطيرة ينتج عنها أيضاً الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لآلاف الأسر التي تضررت من تلك الحوادث، والحقيقة أن مثل تلك الحوادث ليست مقتصرة على بلادنا لوحدها بل هي عامة وشاملة في كل بلدان العالم ولكن بنسب مختلفة، فالبلدان التي يتمتع مجتمعها بالوعي المرتفع والثقافة المرورية العالية بالإضافة إلى وجود الطرق ذات المواصفات العالمية من سعة وإنارة والشاخصات المرورية المنظمة لحركة سير السيارات من الطبيعي أن تكون الحوادث في مثل هذه البلدان قليلة قياساً بارتفاع الحوادث في البلدان الأخرى التي تفتقر إلى الشروط والمواصفات الآنفة الذكر، لذا نقول: أن ما تعانيه بلادنا من ارتفاع في نسبة حوادث السيارات والمركبات المختلفة سببه ضعف الثقافة المرورية إن لم نقل إنعدامها تماماً وأستطيع القول: أن معظم السائقين في بلادنا يجهلون أبجدية السياقة ووصل الأمر بهم إلى أنهم يعتبرون السياقة ليست أكثر من تحريك عجلات السيارات والانطلاق بها دون مراعاة للآداب والأخلاق العامة، من هذا نقول :إن على الأجهزة المعنية بتطبيق أنظمة المرور مسئولية كبيرة في نشر الثقافة المرورية من خلال القيام بحملات التوعية أولاً للسائقين ثم الأماكن العامة كالمدارس والجامعات وكافة التجمعات السكانية بالإضافة لذلك الحرص والتدقيق في صرف رخص القيادة لا كما هو الحال اليوم حيث تصرف الكثير من الرخص دون عناء لقيادة السيارة أو للتعليمات والإشارات المرورية، كما أن على الجهات التي لها علاقة بطرق سير السيارات والمركبات أن تلتزم المقاييس والمواصفات الدولية لبناء الطرق من حيث السعة المناسبة ووضع الإشارات وتحديد السرعة ووضع الضوابط الكفيلة بحماية ذلك، كما أن على إدارات المرور في مختلف المدن الرئيسية في المحافظات رسم الخطوط البيضاء كمعالم لمرور المشاة في الشوارع الرئيسية وأمام المدارس والمستشفيات والأماكن العامة الأخرى وتتويجاً لذلك يجب كل ضرورة تفعيل النظام المروري دون محاباة أو مجاملة لأحد وبهذا ستقل كثيراً الحوادث التي أصبحت مؤرقة لمجتمعنا.