بعد النجاح المنقطع النظير لمدينة عدن في استضافة بطولة خليجي 20, تحولت هذه المدينة الساحرة إلى عاصمة للرياضة اليمنية، حيث تسابقت الاتحادات الرياضية إلى إقامة البطولات الرياضية في رحاب هذه المدينة، التي ازدانت بالمنشآت الرياضية ذات المواصفات الدولية. كل الشباب والرياضيين من مختلف محافظات الجمهورية توافدوا إليها لخوض غمار المنافسات الرياضية، لتتواصل الأجواء الرياضية في مدينة عدن وسط أجواء احتفالية بهيجة، وهذه نعمة من النعم الكثيرة لوحدتنا المباركة. منشآت في غاية الروعة من الواجب علينا جميعاً الحفاظ عليها وصيانتها والحرص على عدم الإضرار بها؛ لأن ذلك سيكبد الدولة خسائر باهظة, ومن أجل الحفاظ عليها والإبقاء على تجهيزاتها ومعداتها سليمة وصالحة للعمل وتأدية الخدمات المنوطة بها لابد من اختيار العناصر الوطنية المخلصة الحريصة على الحفاظ على المصالح والمنشآت العامة؛ لأن هؤلاء سيحافظون على هذه المنجزات العملاقة. سعدت كثيراً وأنا أتابع الحركة الدائمة والنشاط الدؤوب والمتابعة المستمرة، التي يقوم بها مدير عام استاد 22 مايو بمدينة عدن، وذلك على هامش استضافة مضمار الفقيد العولقي منافسات بطولة الجمهورية لألعاب القوى, حيث لمس منه الجميع حرصه على عدم الإضرار بالمنشآت الرياضية داخل الاستاد من خلال تواجده الدائم داخل هذه المنشأة الرياضية العملاقة، التي استضافت منافسات خليجي 20, حيث قدّم كل التسهيلات وأثبت أنه عند مستوى الثقة التي مُنح إياها, فله منا كل الشكر والعرفان، ومانتمناه أن يتم استكمال باقي التشطيبات الخاصة بالمنشآت الملحقة بالاستاد من قبل المقاول، وذلك للقيام بتسليم هذه المنشأة بصورة نهائية من قبل وزارة الأشغال العامة إلى وزارة الشباب والرياضة.. ومما لاشك فيه أن استاد 22 مايو بمدينة عدن ومعه كافة الملاعب والمنشآت الرياضية، التي أنشئت في هذه المدينة الساحلية الجميلة سيكون لها أدوار بارزة وملموسة في صقل المواهب الشبابية والرياضية من أبناء عدن من خلال احتضانها لهم من أجل شغل أوقات فراغهم.. فاليوم صار لكل نادٍ من أندية مدينة عدن ملعب خاص به، والمطلوب من القائمين على هذه الأندية القيام بتنظيم بطولات ومسابقات رياضية وثقافية وفكرية وأدبية يشارك فيها الشباب والرياضيون في النطاق الجغرافي لكل نادٍ لضمان عدم ارتماء هؤلاء في أوساط عصابات الهدم والتخريب والإجرام، ممن ينشرون أفكارهم الضالة، ويمارسون سلوكياتهم المنحرفة وغير السوية. وعلى السلطة المحلية بمحافظة عدن ووزارة الشباب والرياضة تقديم الدعم المادي لأندية عدن، الدعم الذي يساعدها على إقامة هذه الأنشطة والفعاليات الرياضية والشبابية المختلفة، ولانريد أن تُغلق هذه المنشآت أمام الرياضيين والشباب؛ لأن ذلك يدفع بهم إلى إفراغ طاقاتهم وشغل أوقاتهم بأشياء ضارة بأنفسهم وبمجتمعاتهم وبوطنهم، ولايعني ذلك أن تفتح هذه المنشآت بصورة عشوائية فالتنظيم مطلوب وضروري جداً إذا ماأردنا الحفاظ على هذه المنجزات، التي أضحت مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن.. فبها أصبحت مدينة عدن مهيأة لاستضافة البطولات العربية والإقليمية. عموماً لا بد من الاستغلال الجيد والمثمر لهذه المنشآت الرياضية، ونريد أن يستفيد منها الشباب في مدينة عدن, ولانريد أن ينخرطوا في صفوف المدمنين على تعاطي القات, ولانريد أن ينساقوا وراء نزوات عصابات الإجرام، التي تنشر ثقافة الحقد والكراهية في أوساط الشباب من خلال التعبئة الخاطئة. وكم آلمني جداً ماتعرض له نجوم ألعاب القوى بنادي سلام معبر الرياضي والثقافي الحائزين على بطولة الجمهورية التي احتضنتها مدينة عدن للفترة من 30-27 ديسمبر المنصرم أثناء احتفالاتهم بالانتصار على شاطئ ساحل أبين، عندما اعتدت عليهم عصابة مسلحة، مارس أفرادها أبشع صنوف التنكيل باللاعبين وألحقوا بهم أضراراً جسيمة مايزالون يتلقون العلاج على إثرها, كسور وإصابات خطيرة قامت بها عناصر إجرامية لاتمت بصلة لأبناء عدن الطيبين، الذين أدانوا واستنكروا هذا الاعتداء الغاشم والأليم، والذي خلف عشرات الجرحى, والغريب في الأمر أن أفراد هذه العصابة يمارسون الكثير من المضايقات ويعتدون على زوار ساحل أبين دون أن تكون هناك وقفة جادة وقوية من قبل السلطات المحلية والأمنية بمحافظة عدن.. الكل يتحدث عن جرائمهم وممارساتهم الخارجة على النظام والقانون، فلماذا لايتم تطهير المدينة من شرورهم, لا بد من إعمال سلطة النظام والقانون على الجميع ولايوجد من هو فوق ذلك, ونحن هنا إذ نشكر قيادة محافظة عدن والسلطة الأمنية بالمحافظة ممثلة بالدكتور عدنان الجفري محافظ عدن والعميد الركن عبدالله قيران مدير أمن عدن على تفاعلهم مع هذه الحادثة المؤسفة وتوجيهاتهم العاجلة بسرعة إلقاء القبض على الجناة وإحالتهم للنيابة العامة لاستكمال التحقيق معهم وإحالتهم إلى القضاء.. فإننا نأمل من المحافظ ومدير الأمن العمل على إيجاد دوريات ثابتة في السواحل والمتنفسات، التي يرتادها الزوار لمدينة عدن للقيام بحفظ الأمن وحماية المواطنين ولمواجهة أي طارىء قد يحدث، ونريد أن يتم الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه بتعكير صفو الأمن والاستقرار داخل مدينة عدن الحبيبة, ونريد وضع حد لهذه العصابة الكبيرة التي تكررت جرائمها واعتداءاتها ومن غير المقبول على الاطلاق التهاون والتساهل في ذلك؛ لأن ذلك يشجعهم على التمادي أكثر فأكثر . وأعود هنا وأكرر بأن هؤلاء البلاطجة لايمثلون أبناء مدينة عدن، الذين لمسنا فيهم الطيبة والوداعة ومكارم الأخلاق الحميدة. لمسنا فيهم روح الإخوة الصادقة والضمير الحي والقلوب الرحيمة والتعامل الراقي والذوق الرفيع.. إذ كانوا في مقدمة من أسعف المصابين وقدموا لهم المساعدات اللازمة، ومنهم من ظل في المستشفيات للاطمئنان على سلامة اللاعبين حتى استقرت حالاتهم الصحية، ومنهم من ذهب بصحبتنا إلى قسم الشرطة للإدلاء بشهاداتهم على ماجرى.. هؤلاء هم أبناء مدينة عدن الأوفياء، الذين نخلع لهم القبعات تقديراً وعرفاناً.. وفي الأخير لا بد من احتواء شباب مدينة عدن وشغل أوقات فراغهم بما يعود بالنفع على الجميع، ونريد وضع حد لهؤلاء النشاز ممن يسعون لتشويه صورة أبناء مدينة المحبة والسلام، عدن الحبيبة، عاصمة الرياضة وحاضنة الإبداع والتألق وواجهة اليمن التجارية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية والصناعية والرياضية، وهي مكانة تستحقها هذه المدينة العريقة، التي تحظى برعاية واهتمام خاص من قبل القيادة السياسية والحكومة، والتي غدت درة ساحلية في منتهى الجمال والروعة، تدهش الزوار وتجذبهم إليها وتجبرهم على تكرار العودة لزيارتها والتمتع بتقاسيم جمالها وسحرها الأخاذ.