«إذا أردت أن تنتصر على عدوك فانظر إلى طريقة تفكيره نحوك للقضاء عليك» هكذا يقول “بنيامين نتن ياهو” رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤكداً أن إسرائيل لن تنصاع للضغوط الخارجية، داعياً الفلسطينيين إلى التخلي عن شرط وقف الاستيطان ووضع مرجعية لعملية السلام لاستئناف المفاوضات، وقال في كلمة ألقاها في مؤتمر زعماء يهود أمريكا الشمالية في “نيو أورليانز” جنوبي الولاياتالمتحدة: لماذا تتهرب السلطة الفلسطينية من السلام؟ وقال: “ربما يعتقد الفلسطينيون أن بإمكانهم تجنّب المفاوضات وأن العالم سيملي على إسرائيل المطالب الفلسطينية”، وأضاف “أعتقد أن ذلك لن يحصل لأننا لانسمح بأن تُملى علينا مواقفنا، ولأنني أثق أيضاً في أصدقاء إسرائيل وفي طليعتهم الولاياتالمتحدة الذين لن يدعوا ذلك يحصل”، «بعضهم أولياء بعضهم» وفي الحكمة: أعداءك ثلاثة: عدوك، وصديق عدوك، وعدو صديقك.. ولهذا فهم يتكلمون بثقة بعدم الانصياع والتمسك بالقوانين والاتفاقيات الدولية فهم يعلمون أن القوانين كما يقول المثل الأمريكي: “القوانين مثل نسيج العنكبوت تقع فيه الطيور الصغيرة وتعصف به الطيور الكبيرة”. وهم يرون أن من حق إسرائيل أن تمتلك الأسلحة كلها حتى وإن كانت محرّمة دولياً لتدافع عن نفسها من أعدائها الذين يحيطون بها وفي المقابل لايحق للعرب أن يضعوا أو يمتلكوا أي سلاح وهذا مانسمعه ونراه بأعيننا ولايحتاج تأكيد. فاللوبي الصهيوني في أمريكا وفي مراكز القرار والإعلام والاقتصاد يلعب دوراً قوياً، فالإعلام يمتلك صحفاً وقنوات يمتلكها رؤوس أموال يهودية تحاول إظهارهم على أنهم على حق وأن الفلسطينيين والعرب أعداء. فعلى سبيل المثال: نشرت صحيفة “نيوز ويك” “News Week”، صورة شاب فلسطيني يمسكه جندي والتعليق تحت الصورة بالانجليزية جندي إسرائيلي يساعد شاباً فلسطينياً على عبور الشارع! وصرح مصدر فلسطيني مسئول أن الإدارة الأمريكية أبلغت الفلسطينيين بفشل جهودها لدى إسرائيل لتجديد العمل بتجميد الاستيطان لإتاحة المجال لاستئناف مفاوضات السلام. وماذا بعد ذلك أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فأكد أن إعلان إسرائيل في “2 ديسمبر 2010م” عن بناء “625” وحدة استيطانية في مستوطنة “بسفات” يعتبر بمثابة رد رافض للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تجميد مفاوضات السلام. وخلاصة الكلام: إذا أراد الفلسطينيون الحصول على حقهم المشروع فعليهم أن يمتلكوا أكبر قوة وهي قوة الإيمان، وتوحيد صفهم “واعتصموا بحبل الله جميعاً” وليتذكروا قوله تعالى: «ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» أي قوتكم وعزكم. فإذا كان ذلك فقوة السلاح: «أعدوا لهم ما استطعتم من قوة..». يقول بنيامين نتن ياهو تأكيداً لحقيقة امتلاك القوة ودورها في النصر: «إن العالم قد يتعاطف مع المظلوم والمضطهد بعض الوقت، ولكنه يحترم القوي كل الوقت». وبالتالي إذا أردنا أن يحترمنا أعداءنا فلنكن أقوياء. «وما أخُذ بالقوة لايسترجع إلا بالقوة»، ونقول لإخواننا في فلسطين فلاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين«ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكرى أن الأرض يرثها عبادي الصالحون».