يدور حيث في مديرية الصلو عن اعتزام شركة اتصالات محلية وضع برج تقوية للاتصالات داخل «حصن الدملؤة» التاريخي وهو الأمر الذي سوف يأتي بنتائج سلبية من ناحية الحفاظ على آثار هذا المعلم التاريخي القديم في محافظة تعز ومديرية الصلو على وجه الخصوص، إذ إن أقامة برج اتصالات معناه القيام بحفريات داخل الحصن وهو ما سيؤثر على عمل أي بعثة أثرية مستقبلاً.. إذ إن أبناء مديرية الصلو يأملون أن يتم النظر لهذا المعلم التاريخي في المستقبل وترميمه وإعادة الحياة إليه كما حدث لقلعة القاهرة في تعز .. وهو ما سيؤدي إلى انتعاش السياحة في المحافظة وفي مديرية الصلو، وسيكون لذلك تأثير كبير على جعل هذه المنطقة من ضمن أهم المناطق الأثرية لما تتمتع به من أجواء ساحرة ومناظر خلابة خاصة في فصل الصيف وكذلك للارتفاع الشاهق الذي تتمتع به قلعة الدملؤة أو المنصورة أو قلعة أبي المغلس فإن لهذا الحصن أكثر من اسم. وكما يعلم الجميع فإن القانون يحرم أي عمل يترتب عليه تشويه المعالم والمواقع الأثرية، وأن الحق في إيقاف ذلك للجهات المعنية بالآثار كما أن لهذه الجهات الحق في إزالة أية مخالفات بالطرق الإدارية والاستعانة بالسلطات الأمنية المختصة. يجب أن تكون المصلحة العليا لبلادنا في آثارها وقلاعها التاريخية فوق المصالح الخاصة التي غرضها التكسب وزيادة التغطية لهذه الشركة أو تلك .. وهنا نبعث بتساؤل بسيط: لماذا لا يكون برج اتصالات هذه الشركة في مكان آخر غير موقع القلعة ونحن نعلم أن الصلو كلها مرتفعات جبلية.. وهو ما فعلته شركات أخرى؟. إن خوفنا على آثارنا وتاريخنا هو الذي يجعلنا نتحدث عن هذا الموضوع وأن ننبه لمخاطر هذه الأعمال التي من شأنها تدمير وتخريب آثارنا ومواقعنا التاريخية فبدلاً من أن يسعى الجميع إلى لفت أنظار الجهات المعنية لترميم حصن الدملوة إذا بنا نفاجأ بمن يريد أن يجعل هذا الأثر أثراً بعد عين. قبل فترة قمت بزيارة إلى هذا المكان التاريخي وكم حزَّ في نفسي أن وجدت بقايا أسوار الحصن، مهملة، وأحجار الحصن مرمية هنا وهناك وسمعت حكايات عن أن بعضاً ممن لاضمائر لهم سرقوا بعض أحجار الحصن ليبنوا بها بيوتهم في ظل غياب رقابة الجهات المعنية وعملها من أجل الحفاظ على آثار هذا الموقع الأثري ذي الأهمية التاريخية الكبيرة في تاريخنا اليمني المجيد. والزائر لحصن وقلعة الدملؤة وما حوله يجد أن هذا المكان لو استغل استغلالاً جيداً لأصبح من الأماكن التي يشار إليها بالبنان تاريخياً كقلعة وحصن له تاريخ شهير وكمكان سياحي يجذب إليه الزائرين والمتعطشين لرؤية طبيعة بلادنا الجميلة من داخل الوطن وخارجه. المساحة التي بجانب الحصن واسعة، ويمكن أن تقام فيها أماكن للترفيه وغير ذلك من الأشياء الاستثمارية التي ستدر أرباحاً للخزينة العامة للدولة. إن أبناء الصلو يأملون خيراً بالجهات ذات العلاقة بالموضوع أن تعمل من أجل الحفاظ على هذا الحصن التاريخي وأن تسخر كل الجهود من أجل مشروع ترميمه وإن شاء الله سوف تصل الطريق الاسفلتية قريباً إليه. فهل نسمع تحركاً في الأيام والأسابيع القادمة باتجاه الحفاظ على هذا الأثر التاريخي ؟ نتمنى ذلك.