كن حمامة أو غراباً ولكن كن أنت.. تقليد الحمامة للغراب يجعلها(مسخ) وادعاء الغراب أنه صار حمامة يجعله (مسخرة) بين الطيور. ثمة حكاية تشرح حكاية الاستهلال والهدف أننا نحتاج أن نكون نحن.. بعضنا يريد أن يأخذ دوراً على المسرح العام تيمناً بفلان.. مع أنه لايملك شيئاً من إمكانات فلان الإيجابية وحتى السلبية.. صحيح أنه من حق الواحد منا أن يطوّر نفسه.. لكن الصحيح أيضاً أن عليه أن يحترم إمكاناته ويعمل على تطويرها دون إغفال الرضى عن النفس والقناعة بما كتب الله له. والأمر يحتاج إلى مصداقية مع الذات عبر قوّه أخلاقية تحفظ له التوازن أمام الناس ولاتجعله يفرط في تقليد آخرين، فيفشل في تقليدهم ويخطىء طريق العودة إلى التّعبير عن نفسه. هناك في مرافق العمل عدد من الموظفين يجيدون النفاق.. بارعين في اللعب على حبال الوصولية.. يظهر ذلك عليهم وهم يجاملون.. يعرضون خدمات.. يضحكون للمسئول إن ألقى نكتة بايخة.. يحزنون لحزنه، بل ويزايدون عليه في اللطم إن فقد عزيزاً.. سيحصل هؤلاء على الزائد والناقص من الرعاية والدرجة والمكافأة.. غير أن محاولة آخر تقليدهم وهو لايجيد ذلك سيجعله في حالة تصعب على الزنديق وعاق والديه. ولكل ذلك.. لنكن نحن وإلاخسر الواحد منا المحاولة وخسر نفسه.. ودائماً من يفرط في السقوط يصعب عليه النهوض، والشواهد حولنا كثيرة.