استوقفتني قصيدة محافظ تعز حمود الصوفي التي زاوج فيها بين الصخور والورود، شاكياً من أنه لارصيف سوى الغبار ولابقاء سوى الفراق . وأجد نفسي معه وهو يقول في أخيرة “الجمهورية” أنا لم أكن غيري. وإعجابي بهذه القصيدة كما قلت له في مكالمة عابرة ليس لأن العبارة جاءت في سياق رومانسي حائر في الزمن الأغبر، وإنما لأنني والقارئ وكل المحافظين والوزراء وقادة السياسة والفكر بحاجة لأن نكون «نحن» ، بلا ادعاء أو تزييف أو تسلق . لا أريد أن أكون غيري، لأن ذلك يدفع الواحد منا لأن يصبح «مسخاً».. وما أسوأ أن لا أكون أنا ولا أكون أنت أو هو أو أحداً منهم .. محاولة تقمص شخص آخر تجعلك تعيش بشخصيتين بما في ذلك من التشظي أو الانفصام .. هل تذكرون حكاية الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة .. لعلها أيضاً المعادلة الموضوعية لقيام الحمامة بتقليد الغراب .. أمر غير طبيعي أن يكتشف الواحد منا أنه غراب داخل ريش حمامة أو حمامة تحمل لون الغراب... أحياناً يحاول الواحد منا فيقفز على حقيقته الموهبة.. الثقافة.. القدرات، والمكون النفسي لمجرد أنه يريد أن يكون مثل فلان غير عابئ بكون فلان يمتلك مؤهلات خاصة به .. التلون .. الرقص البهلواني على الحبال.. النفاق واتصالات وتقارير الوشاية وحتى طول اليد أو بذاءة اللسان . إن لكل واحد منا بصمة إبهامه وبصمة يمينه، كما تؤكد ذلك كاميرات ضباط الجوازات، ومن باب أولى أن يكون لكل منا بصمته في الموقف وطريقة التعبير عنه دونما انجذاب لقواعد تسلق لاتأخذ القيم الخاصة بالاعتبار ثم إن كل رأي وموقف هو جدير بالاحترام مادام في إطار أنا لم أكن غيري ولن أكون ..