الخطورة في أعراس هذه الأيام هي الاستخدام العشوائي للمفرقعات النارية، والأكثر ضرراً وخطورة تلك العلب الصينية, التي تقذف صواريخ سريعة التفجير ومضارها تعود أولاً إلى من يستخدمها ويطلقها وثانياً يعود خطرها على المعرسين والعابرين وعلى ضيوف الأعراس, وهذا ماحدث, فقد حصدت هذه الأشكال الصواريخية الكثير من الأيدي والعيون وتشويه الوجوه، والبعض إلى حد العمى.. وما حدث في عرس صاخب أن سقط أحدهم مبقور البطن, ومع هذا ليست هناك توعية عبر التلفزة والمجلات الصحية الغائبة, وليس هناك من يذكر مثل هذه التصرفات الصبيانية الرعناء. لهذا كان لا بد من صرخة استغاثة لحماية الناس الوافدين إلى الولائم والأعراس. ولا يخفى عليكم أن هذه الملاحظة وجهها أحد السائحين, الذين يترددون إلى اليمن, ومن عشاق التراث الثقافي, والظواهر الاجتماعية الشعبية.. وقد سبق قبل ذلك في عام 1977 أن وجه احتجاجاً ودعوة لأهالي القرى والأرياف من استخدام البنادق وضرب الرصاص في الولائم, وموجِّه هذا الإنذار هو الكاتب “إلن سانتلر” الذي زار اليمن وبحث في حياة الناس والمجتمع اليمني وكانت أبحاثه مع قرينته مخصصة عن المغتربين وأسر المغتربين المقيمة في الوطن.. وألف كتاباً هاماً بالفرنسية لم ينزل إلى الأسواق حتى الآن، ولعل هذا الكتاب قد ترجم إلى اللغة العربية, وفي إحدى الولائم كان للكاتب الفرنسي «إلن سانتلر» حضور مع زوجته, وفي وسط غمرة أفراح العرس انطلقت زخات من الرصاص وقذائف من القنابل اليدوية فرحاً وابتهاجاً, وسرعان ما انقلب العرس إلى مأتم, فقد أصيبت فتاة في عمر الزهور, وهي تشاهد الزفة بعيار ناري قاتل.. ولنتذكر أن ضرب العيارات النارية بكثافة, كانت قد مُنعت واصدر أمر بالعقوبة والخسارة, لكن سرعان ما عادت بلا مبالاة, ولا كلمة من الإعلام المرئي أو المسموع إلا تكرار الأغاني, التي فقدت معانيها أو البرامج العتيقة التي أكل الدهر عليها وشرب. من طرائف المسافرين والسائحين: عادة ما يبحث السائح عن العجائب والغرائب في البلد, التي زارها أو أقام فيها, فأحد السياح البلجيكيين كان همه البحث عن الأشخاص الذين يتمتعون بقوة الذاكرة. فعندما مرَّ على رجل في الخمسين من العمر, وهو شهير بذاكرة خارقة سأله السائح: ماذا كان فطورك يوم 27 فبراير قبل عشر سنوات قال: فطيرة بالعسل وبيض, ولما عاد السائح بعد عشر سنوات وجده وقد بلغ من العمر أرذله, قال له: ماذا كان نوع البيض؟ قال: كان مسلوقاً. ومن طرائف العابرين عبر الأسفار مرور أحدهم على جماعة بخلاء يأكلون تحت شجرة.. فقال: ماذا تعملون وقد بلغ به الجوع مبلغه؟ قالوا: نأكل سُماً.. فمد يده للمائدة قائلاً: والله لا حياة بعدكم تطيب فاستظرفوه وأكل معهم.