اندلعت أعمال عنف في عدد من المدن اللبنانية، بدأت من طرابلس في الشمال بعد توجيه دعوة من فريق 14 آذار بجعل الثلاثاء الموافق 25 /1/ 2011م يوم غضب،احتجاجاً على ترشيح نجيب ميقاتي رئيساً للوزراء في هذا البلد المثخن بالجراح؛ بسبب عدم استتباب الاستقرار فيه، إلا لفترات قصيرة بعد كل جولة من الصراعات الطائفية والدينية والسياسية أكبرها الحرب الأهلية التي تفجرت عام 1975م ودامت خمسة عشر عاماً. ونظراً لما حدث من أعمال غير لائقة ببلد كان يحتل المرتبة الأولى عربياً تعليماً وتحضراً، فقد وجه الرئيس سعد الحريري - الذي حال دون اختياره رئيساً للوزارة الجديد تكتل حزب الله وحركة أمل وبعض الكتل والتيارات، من أبرزها تيار وليد جنبلاط الزعيم الدرزي - وجه رسالة تلفزيونية أنكر فيها الدعوة إلى العنف في يوم الغضب وناشد أنصاره ألا يلجأوا إلى مثل هذه التصرفات، بل إلى المعارضة السلمية التي لا تسبب أذى لأحد ولا تعرض الممتلكات العامة والخاصة للأضرار مهما كانت, فرد عليه فريق 8 آذار بأن الدعوة إلى الغضب لم ترفق بملاحظة كهذه حتى لا يقال بأن الرعاع والدهماء قد خالفوا التوجيهات واغتنموا الفرصة ليصبوا غضبهم على الأملاك العامة والخاصة وأساءوا إلى بعض الدول الشقيقة والقنوات الفضائية.. وقد كان الجيش اللبناني - كما هي عادته - عند مستوى المسئولية التي لا تحابي أحداً، ويحظى باحترام اللبنانيين كافة بما فيهم المقاومة اللبنانية التي ساعدته على الانتشار في المناطق الجنوبية التي تحاول إسرائيل اقتلاع المقاومة منها خاصة بعد حرب 2006م التي شنتها إسرائيل وتكبدت فيها خسائر لم تتكبدها من قبل على أيدي جيوش عربية جرارة في كل الحروب العربية الإسرائيلية.. أحداث الغضب في لبنان أصابت الدول المجاورة وغير المجاورة بالذعر من أن تقتنص إسرائيل الفرصة فتتدخل وتفرض أمراً واقعاً على أنقاض المقاومة والشعب اللبناني بكل طوائفه وتقطع منه جزءاً وتحتفظ به إلى الأبد، كما صرح بذلك قادة عسكريون إسرائيليون وسياسيون منذ الهدنة عام 49.. فأي تيار يعصف بلبنان ويجره إلى الهاوية السحيقة إرضاءً لمصالح ضيقة تستخف بتضحيات أبنائه من مسلمين ومسيحيين، وهي من الروعة بحيث صارت نبراساً لكل الشعوب الصغيرة في الوحدة الوطنية والانتماء، فكانت رموز الاصطفاف والبطولة النادرة، وأحداث عام 1958 - 1982 - 2006م خير دليل على ذلك.