بدأت أزمة لبنان تتفرج بتكليف نجيب ميقاتي (مسلم سني) بحسب الدستور , رئيساً للوزراء، ويقال لكي ينجح هذا الرئيس العتيد لابد أن يوازن بين ثلاث قوى على مايأتي: إقليمية , قضية فلسطين, سورياولبنان، ثم محلية السنة والشيعة ثم دولية , هي إيران وأمريكا. وإذا صح هذا الرأي فإن أمام رئيس وزراء لبنان مهمات صعبة جداً , خاصة وأنه لاتوجد مرجعية عربية تستطيع حسم الأمور ,وتجعل من القرار اللبناني الوطني مستقلاً. السنة الآن منقسمة, نصفها مع الحريري الذي غادر الرئاسة , إنفاذاً للدستور ولم يحصل على أغلبية المتشاورين والنصف الآخر مع ميقاتي .. أما نصر الله فلقد قال حقائق يعرفها الشعب اللبناني وهو أنه لم يرد السلطة مع أنه كان قادراً ولايزال قادراً، ولكنه سيظل مقاوماً , كما يقول.. قطر أعلنت بوضوح وقوفها إلى جانب ميقاتي , احتراماً للدستور اللبناني بموجب الطائف , بينما دول عربية أعلنت أنها مع استقرار لبنان.. لكن مع من؟ لم تجب، وطلبت دار الفتوى اللبنانية (سنة) إلى نجيب ميقاتي, أن ينسحب كيلا تكون فتنة .. واتهم الشيعة هذه الفتوى أنها منحازة إلى الحريري.. بعض البنوك سحب أهلها أرصدتهم منها في ضوء الشارع الحريري الذي بدأ يثير بعض شغب, (فيل مان) المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ,يتهم الرئيس ميقاتي أنه عميل لحزب الله ,فرنسا تؤكد على احترام الدستور اللبناني ,الجامعة العربية محتمل تذيع بياناً مائعاً كالعادة , تنادي اللبنانيين أن يحذروا من القوى الإقليمية ولايدعوا أحداً يتحكم في استقرارهم الوطني.. وأنا أكمل هذه المقالة , واشنطن تتهم التشكيل الجديد للوزارة بأنه تم وفق التهديد والترهيب , وهو مايذهب إليه الكيان الإسرائيلي. الصحف اللبنانية طبعاً تذهب كل منها مذهباً مختلفاً , تحت شعار الحياد الإيجابي وعدم الانحياز , سوريا ترقب الموقف ,إيران سعيدة بذهاب الحريري , وخائفة من قوة شخصية ميقاتي.. وأخيراً يتدخل الحريري لينصح مشجعيه أن يبتعدوا عن الشغب (ويتظاهروا) بحسب القانون.. الجميع يترقبون التشكيل الجديد.. بقية العرب مشغولون بأنفسهم..والجزيرة تواصل نشر ويكيليكس الأمريكية لإثارة مزيد من الفتن.